{env}

الصفحة الأساسية > غمام الشعر > صباح الخير يا هانوي 2008 > سيِّد النار النبيلة .......

.

سيِّد النار النبيلة .......

السبت 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023

- 1 -

ليسَ في بابِ الوشايةِ،

فالدُّخانُ غدا طيوراً من ورقْ

لا هواءَ

لا ترابَ

لا مساحاتٍ بديلةْ

أستميحُكَ السُّكونَ،

والشكاةَ من أرقْ

كيفَ أصبحنا ركاماً لا يغادرهُ البخارُ

ولا يؤنِّبهُ العرَقْ؟

هل غدونا مارقينَ من مصابيحِ الجميلةْ!

كتلةً دونَ ظلالٍ أو دثارْ

هل غدونا سقطةً قبلَ الأوانِ،

أم جنحْنا للتكاثرِ في النَّفقْ؟،

أيها الأحجيةْ...؟!

غادرِ الآنَ الجديلةْ

هل تركتَ من قبيلةْ

أم تُراها منذُ دهرٍ غادرتْ!

والتفاصيلُ الصَّغيرةُ في خلاياها وليمةْ

سيِّدَ النارِ النبيلةْ

لا تغامرْ بافتراضٍ مستريحٍ،

لا يفكُّ طلاسمَ الغدرِ الحقودِ،

ولا يبرهنُ منِ ترصَّدَ مهجعَ (الليلى) العليَّلةْ

انشرِ البرهانَ فينا ثمَّ غادرْ

لا تحمِّلنا الغلَقْ

لا تحمِّلنا الغلَقْ.....

- 2 -

كلُّ ما قيلَ عنِ الجرحِ البعيدِ قد طوتهُ المقصلةْ

لم تعدْ تلكَ الحكايا حجّةً للساردينَ،

أو مشاجبَ مقنعةْ

فالسيوفُ في جراحِ الطيّبينَ منذُ دهرٍ موغلةْ

والنوايا في الظنونِ مهزلةْ

والرهاناتُ شبقْ

ليسَ في صِيَغِ الوقوفِ مناظرةْ

ليسَ في صِيغِ السقوطِ محاضرةْ

واحدٌ شكلُ الطريقةْ

أيُّها كانَ المسيحُ وأيُّها كانَ الطّهارةْ

هل تصحُّ الاستعارة!

قاتلٌ يغدو قتيلاً إن تدثّر بالعبارةْ

جملةُ السرِّ مخيفةْ

لم تعدْ تخشى الغرقْ

ليسَ تحتاجُ الأساطيرَ ركاباً

ليسَ تحتاجُ القصَصْ

إنها مثلُ الاشارةْ

راوَغوها في القفصْ

قالتِ الرّكبانُ حاذرْ

فهيَ كالطَّيْفِ خفيفةْ

ولِّ وجهكَ نحوَ سمًٍّ أبيضٍ يصبحُ الموتُ حضارةْ

والتوابيتُ بشارةْ

هكذا دونَ شروحٍ أو مزيدٍ في الأواني المخجلةْ

سيِّدَ النارِ النبيلةْ

مثلما أنتَ عليَّاً

مثلما أنتَ بهيّاً

قد شرحتَ ما سبقْ......

- 3 -

في مواعيدِ العتابِ،

لم تعدْ من تحتِ نعليكَ الرجولةْ

كيفَ تسألها الجوابَ وحجمُها في الظلِّ نقطةْ

ثمَّ إنْ نَطَقَتْ ذليلةْ

حالها مثلُ اليبابِ

لا يقومُ عنِ التعلُّقِ بالأكاذيبِ الأكولةْ

لا يتوبُ عنِ الهلاكِ وهوَ آثامُ القبيلةْ

كذبةُ المنفى حديقةْ

كذبةُ العدلِ عريقةْ

إنّما وحيُ النِّصابِ،

أنهم باعوكَ جملةْ

مرّةً باعوكَ يوسفَ

مرّةً شنقوكَ مختاراً على وقعِ النِّبالْ

مرَّةً قتلوكَ بالسمِّ الحلالْ

هكذا حالُ المساراتِ الذَبولةْ

لا خيارَ في الشّباكْ

فالفروقُ كلُّها في نوعِ مسمارِ النّهايةْ

بيدَ أنَّ واحداً كانَ المصيرُ مع تفاصيلَ قليلةْ

سارقو لحمِ الحسينِ

ناهشو جسدِ الفضيلةْ

يستوونَ في أضابير الرذيلةْ

واللصوصُ على امتداد حكايةِ الوجعِ العذابِ،

كلّهم ذاتُ الفصيلةْ

فاسترحْ دونَ عتابٍ أو سؤالْ

إنّها ذاتُ الحكايةْ

مع تفاصيلَ قليلة ْ

أو تفاصيلَ كثيرةْ

لا تعدّلُ من عناوينِ الشَّفقْ......

- 4 -

سيِّد النارِ النبيلةْ

سيّدَ الحلمِ الأخيرِ

ليسَ ذنبكَ أن خرجتَ عن السِّياقِ وجئتَ بالآي البديلةْ

ليسَ ذنبكَ أن بصرتَ بفرصةِ القفزِ عن السّفح المخادعِ،

إنما ذنبُ المواريثِ الكهولةْ

ذنبُ عشتارَ وإيزيسَ البخيلةْ

بعضُ ذنبكَ في الجوارِ

بعضُ ذنبكَ في السِّباقِ إلى النّهارِ

كلُّ ذنبكَ جملةٌ من مقطعينْ

واحدٌ في القدسِ حرّةْ

ذنبُ عشقِ الفجرِ من حرفٍ نحيلةْ

لم تبدِّلْ جلدَها في سوقِ كسرى

أو تعمِّدْ ضرعَها في خانِ قيصرْ

ذنبُها زغبُ الطفولةِ فوقَ أوحالِ التجارةْ

ذنبُها هرمُ السواعدِ لا الموائدْ

ذنبُها ثأرُ الجليلةْ

حيثما كانت بلاهةُ قيصرٍ والكَسْروانَ كنتَ مجدَكْ

حيثما كانت وضاعةُ بعضِ غلمانِ القوافلِ كنتَ درسَكْ

فارتفع نسراً عليّا

واعتمرْ صبحَ الشهادةِ والبطولةْ

مثلما في الأرضِ أرسيتَ الختامَ لهُ الشواهدُ

فاسترحْ حّراً نقيّا

أصبحَ الموتُ ذليلاً في العبارةْ

والمشاهدُ بضعُ آياتِ الفداءِ ،وموكبٌ من عنفوانَ،

ويصدح التاريخُ بالجمرِ شهيّا

سيِّدَ النارِ النبيلةِ

إنّه المجدُ تجلّى واحتفى فجرُ الألقْ......

1/1/2007

الرد على هذا المقال

نسخة من المقال للطباعة نسخة للطباعة
| حقوق المادة محفوظة ويمكن الاقتباس والنقل مع ذكر المصدر|