{env}

الصفحة الأساسية > الطوفان > خالدة....

.

خالدة....

الثلاثاء 5 آذار (مارس) 2024

1
مائدة
وسورةُ المائدةْ
هل علمتم ما بها ؟
هل قرأتم نصفها، ربعهَا، أو ثلثها أو كلَّها
حيث دربُ العابدةْ
كيف صارت عائدة! ؟
من أقامَ التباديلْ؟
من حبانا الفائدةْ ؟
قد أرادوها دليلا ويقينا
فاحتفلتم بها
إنما اليوم تَراها لا تنزّلُ من سماءْ
بل ستصعدُ للسماءِ كتلةً واحدةْ
وكثيراً من دماءٍ ولحومٍ وعروقْ
وكثيراً من دموعٍ وعذابْ
وكثيراً من فزعْ
وكثيراً من قطعْ
وجبة الدّم كبيرةْ
لا تخافوا
فهي تصعدُ باليقينِ وبؤسِكمْ
وهي ترقبُ صمتَكمْ
وبقايا عاركمْ
تشربونَ كلَّ يومٍ نخبَها
وتسرحونَ في اعتيادٍ مذهلٍ حيثُ التوحُّشُ من جديدْ
وانتشارُ البائدةْ.....
2
وهنا كتلةٌ واحدة
وترى في الحواشي ما تريدْ
في ثنايا صرخةٍ جامدةْ
تقطعُ الوقتَ طويلاً
حيثُ تجمُدُ كلُّ لحظاتِ الضحيةْ
طفلةُ الحيٍّ قطعْ
قطة الحيِّ حريقْ
والشبابيكُ شقفْ
والأسرةُ في التراب للترابِ والجنونْ
اقصفوا وارفعوا واحفروا واردموا
واقتلوهم من جديدْ
هل وجدتم أُسْرةً ضدَ اللهبْ؟
هل وجدتم طفلةً تقوى على كسرِ المسار للشُّهب؟
هل وجدتم ربما تلك الصبيةُ تحت أكوامِ الحجارةْ
ارفعوها ثم عودوا فاقصفوها من جديدْ
ما يكون موتهم بعد الحصار؟
قد قطعتم كلَّ ماء وطعام ودواء ونهار وهواء
وفصلتم عن أجنّة ربهم كلَّ حياة
حيث قلتم أنكم غاضبونْ
قد حضرتم للدمارْ
إنما الشمسُ عصيةْ
ليس تخزنُ بالحصارْ
وتقودْ
لا يهمُّ ما اتهمتم وكذبتم
وجلستم حيثُ تلتفُّ الأكاذيبُ التي حبّرتموها بالاعادة باردةْ....
كلُّ نفسٍ جاحدةْ
والرمالُ شاهدةْ
3
كم كذبتمْ
كم سخرتمْ
كم هزأتمْ
يا حصاد الكاذبين أيَّ محرقةٍ ينظّمُ عالمُ الصمِّ لنا !
اهدموا قبرنا
اقتلوا حبرنا
وامنعونا الصراخ فهوَ تفصيلٌ صغيرْ ، إن أردتم تفعلون
واصلبونا من جديدْ
مرةً من بعدِ مرّة
كلُّ وحشٍ قد تدلّى من حديدِ الطائراتْ
مسكنُ الرعديد خائبْ
نحنُ معتادونَ دوما أنَّكم ملكُ الكذبْ
لكنِ المرةَ يبدو عندكم مفاجئة
سقتمُ العالمَ صُماً وسكارى ثمّ عمياناً وصرعى
أيها العالمُ قل لي
أيُّ عينٍ منكَ قد لفّت جراحيَ واشتهتها مائدة؟
أثأرٌ من التاريخِ أم ثأرُ الحقيقةْ
عندكم من كلِّ شيطانٍ كتابٌ ثمَّ أسطرُ فارغةْ
لستُ أدري أيها قد تملئونْ
إنما عندي كلام
لم يكونوا غيرَ أرواحٍ بريئة
بينما أنتم وحوشٌ ضارية لم تروا في كومة الدم حكاية
غيرَآلةِ حاسبةْ، تبدأ العدَّ لأجسادٍ وتعوي في الفضاء كي تقلِّدَ عاهرةْ
فاسمعوا الخالدة :................
ايمن اللبدي 21/11/2023

الرد على هذا المقال

نسخة من المقال للطباعة نسخة للطباعة
| حقوق المادة محفوظة ويمكن الاقتباس والنقل مع ذكر المصدر|