{env}

الصفحة الأساسية > غمام الشعر > أولا إني أحبك 2011 > طوفانْ ...

.

طوفانْ ...

السبت 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023

وَرْدُكِ في قلبي منزَرعٌ

مشغولٌ منذُ سُلالاتِ العشقِ المجنونِ وجنَّاتِ التَّحنانْ

وردُكِ مسجونٌ في صدري

مثلُ التَّنينِ المسحورِ

ومثلُ الطوفانْ

وردُكِ لمْ ينبتْ بعدَ مواسمِ فرحتنا

أو كانَ لينتظِرَ البرهانْ

أو كانَ ليقتسمَ القرعةْ

بل كانَ هناكَ على ميعادٍ مع بستانْ

وردُكِ فاتحةُ العصيانْ

وردُكِ أيقونةُ ما فاتَ وما فتأ وما كانْ

وردُكِ أسماءُ الحبِّ الأزليةِ والحسنى والميزانْ

وردُكِ ما كانْ.....

- افتَتحي مثلَ رسولٍ منتجَبٍ هذا البوحَ

ومُدِّي البركانْ

واغتصبي أوتاريَ علناً

قصِّي في البابِ شريطَ تماثيلِ الشعراءِ

وغيرِ الشعراء

هُزِّي ببساطِ الريحِ على الشرفاتِ ولا تخشيْ حداً

فأنا عندي أوَّلُ لحنٍ سمعَ الحرفُ

وبداياتُ الإنسانْ

وأنا المنتخبُ بعصرِ الجنِّ الشعريِّ لحفلِ السُّلطانْ

وأنا الصنّاجةُ والولّادةُ والبحَّارةُ والأشرعةُ وموجُ الشطآنْ

وأنا المحفورُ على غضبِ الرِّعدِ وسيلِ الريحِ ومكرِ البحرِ

وأنا الإعصارُ وزلزالُ الكلماتِ وحَفلُ الرُّمانْ........

- وأنا خالقُ أغنيةٍ لا تُنسى أبداً

لم تصنعْ من قبلُ

وأيضاً لن تُصنعَ من بعدُ

ولنْ تلبسَها أغلفةُ الأزمانْ

أحرفُها لا مثلُ الأحرفِ أو شكلُ الأحرفِ

والأنغامُ لها سرٌّ كونيٌّ لم تشهدهُ الآلهةُ

ولا عرفتْ بخبايا صنعتها الألحانْ

لا تذوي أبداً مهما مدَّ التاريخُ جيوشاً في عدد الأيامْ

سيري في كلِّ التاريخِ ودوري

سيري في كلِّ حكاياتِ العشّاقِ المنسوجةِ أهداباً

مثلِ مواعيدِ المرجانْ

لن تجدي مثلَ نشيديَ طفلاً يشبهُ

صوتاً يسبقُ/ وجعاً يبلغُ/ ماءً تطفئُ

فلكاً يقرأُ أوْ فنجانْ

فأنا مثلُ غنائيْ حَصْريُّ الوجدانْ.......

- يا امرأةً أعشقُها منذُ تفجَّرَ حرفٌ غجريٌّ في الدنيا

منذُ تواردَ صوتُ بكاءاتِ الميلادِ

ومنذُ تسمَّى أولُ مجنونٍ في الأرضِ

وقبلَ سطوعِ الشَّمسِ على أفقِ الخلجانْ

قبلَ الخلقِ وبعدَ الخلقِ وعندَ الخلقِ

وَبينَ تلاوينِ الرحمنْ

يا أمرأةً تسكنُ فيَّ المكسورَ وتكسرُ فيَّ السالمَ

تصنعُ منها نوتةَ موسيقى الحسُّونِ وعزفِ الحيتانْ

وأنا مثلُ الشَّمعِ أسافرُ بينَ أناملكِ الثوَّريةِ

خلفَ عيونٍ تنتظرُ الرُّهبانْ......

- يا ستَّ نساءِ كواكبِ هذا الكونْ

يا معنى الصَّوتِ ومعنى اللَّونْ

يا سرَّ الأنثى في الأنثى

يا أبلغَ ما وشمَ الرَّيْحانْ

يا كلَّ حروفِ التأنيثِ الأصليةِ والطارئةِ وتلكَ المحتارةْ

يا كلَّ صبايا العامِ وكنهَ اللُّغةِ المختارةْ

يا منْ للفتنةِ عنوانْ

كلُّ جمالٍ لا يبدأ عندكِ معذورْ

كلُّ دلالٍ لا يعزفُ لحنكِ مقهورْ

كلُّ حنانٍ لمْ يبدأْ باسمكِ مقبورٌ مقبورْ

يا ستَّ نساءِ الدنيا والفردوسِ المزدانْ......

- يا ستَّ نساءِ المدنِ المسحورةْ

يا فيضَ اللغةِ المذعورةْ

يا منْ تختارُ الجنيِّّاتُ لها الفستانْ

وتُركُّبِ في شالٍ مأمورٍ عصبَ الرَّغبةِ والفيضانْ

إنْ طلَّتْ في الفجرِ تباهى بينَ الساعاتِ ومالْ

إنْ فتحتْ شرفتها للقمرِ الحيرانِ تغنّى مثلَ السَّكرانْ

إن حطَّتْ فوقَ الأرضِ تجلَّتْ خضرتُها

أو حجبتْ خطوتها عنها

صارتْ كرمادٍ محترقِ الألوانْ

من بينَ أصابعها يبدأُ تاريخُ الموسيقى

ويحطُّ النايُ الولهانْ

منْ بينِ أصابعِ كفيها خاضَ العُشَّاقُ معاركهم ومضوا

بينَ غبارٍ ودخانْ......

- يا ستَّ الماضي والحاضرِ واللامعلومْ

يا منْ ترسمُ بالأنفِ حدودَ الأفقِ المحتومْ

وتخطُّ لكلِّ جناحٍ حداً في فنِّ الطيرانْ

منذُ فتحتِ لقلبي معهدَ تعليمِ القفزِ وكشفِ الألغامْ

وأنا في حضنكِ برعمُ جيتارْ

تعزفني كلُّ الأوتارْ

وتدورُ بأوردتي كلُّ عواصمِ أسماءِ الأزهارْ

فأنا ما زلتُ على بابِ الدَّرسِ الأولِ

وطويلٌ هذا المشوارْ

وأنا ما زلتُ أمارسُ طقسَ الحذرِ المشهورِ وفنَّ التأجيلْ

حتى أختصرَ على قلبي التأويلْ

فأنا لا أقوى أن أرسبَ في درسِ الحبِّ كتلميذٍ خيبانْ.....

- يا امرأةً تنفثُ في عقدِ الشريانْ

منذُ قرأتُ على ظهركِ كلَّ خطوطِ الطولِ

وأنا ملكُ الخارطةِ الأولْ

منذُ حسبتُ الأفلاكَ على صدركِ

صرتُ الفلكيَّ الأشهرَ بينَ الناسِ وخيلَ الميدانْ

منذُ احتفلَ حصانُكِ في شفتي وأنا أقرضُ شعراً مجنوناً

وأغني سحراً مدفوناً

وأدكُّ الحيطانْ

منذُ احتسبَ صلاتي نهدُكِ أسعى في طلبِ الريحِ على بابِ

النارِ وبابِ الماءِ وباب الصُّلبانْ

وأنا ابنُ المحرابِ

وَحارسُ زيتونِ الغرقانْ.....

- قولي:

كيفَ نجحتُ بدرسِ الماءِ ودرسِ النّارْ

قولي:

كيفَ نهضتُ من الإعصارْ

قولي:

كيفَ تعلَّمتُ الأرقامَ وأنطقتُ الأصفارْ

قولي:

كيفَ اشتعلتْ كلُّ عناصرِ جدولها الدوريِّ

ونامت طائعةً في حجري مثلَ الحبَّارْ

قولي:

كيفَ صنعتُ التاريخَ السحريَّ وتقويمَ الأشجارْ

قولي:

كيفَ احتفلتْ في كفي القضبانْ.......

قولي:

منْ يرسمُ تاريخَ الحبِّ كمثلي بينَ الشعراءْ

قولي:

منْ يحتفلُ بأسماءِ النَّهدِ وجوعِ الفهدِ وعطرِ العتباتْ

قولي:

منْ يختصرُ الأسكيمو وَرمالَ الصَّحراءِ بلا أخطاءْ

قولي:

منْ ينفجرُ ولا ينكفئ عن العودةِ مثلُ الأنهارْ

قولي:

منْ ينتصرُ على سيفِ الجلَّادِ وينتظرُ الطغيانْ........

- كلُّ ذنوبي أني أصبحتُ بحمدكْ

فاختاري تسبيحةَ عشقي حتى أنشرَها فوقَ غيومِ الوجدانْ

لا معنى للعشقِ المختومْ

لا معنى لنبيذٍ مكتومْ

لا معنى لسوادِ الليلِ وظلمةِ شَعْرٍ لم يسمح سيِّدهُ

بوقعِ نجومْ

وأنا خيرُ أدلةِ هذا الجسدِ العلويِّ الأركانْ

وأنا فيهِ المصلوبُ بذنبي

وأنا أولُ/آخرُ قبطانْ

فدعيني أنشرُ للتاريخِ دليلَ سلامةِ من سافرَ وَهْماً

كيفَ سيخسرُ إن حاولَ فكَّ رموزِ الجدرانْ.....

- يا امرأةً تكذبُ إن زعَمت أني أحدُ الفرسانْ

فأنا مفتَتحُ الجملةِ قبلَ حروفِ العطفِ وجرِّ الأشلاءْ

وأنا كلُّ طريقِ الإنشاءْ

وأنا آخرُ ما في السَّطرِ منَ الأجزاءْ

فأنا لا أخطئُ في فهمِ المستورْ

وأنا المنذورْ

وأنا لكتابكِ منذُ تشقَّقَ عشُّ العصفورْ

وأنا قدرٌ منتصبٌ مثلُ نهاياتِ الأشياءْ

فاختصري كلَّ محاولةٍ تبحثُ في غيبٍ مسطورْ

تتوارى في ذعرٍ عبثيٍّ يلهو بالكلماتْ

لن تجدي غيرَ حروفي تشعلُ ما غطَّى الثلجُ ودفنَ جليدُ التاريخِ

وآوى في كهفٍ مسحورْ

فأنا حظُّكِ في كلِّ زمانٍ ومكانْ

وأنا الطوفانْ....................

الرد على هذا المقال

نسخة من المقال للطباعة نسخة للطباعة
| حقوق المادة محفوظة ويمكن الاقتباس والنقل مع ذكر المصدر|