مثلكم ....

مثلكم ْ

نشتهيْ أن يسيرَ إلينا كلَّ يوم ٍ فجرُنا

خالياً من دموع ٍ ودخان ْ

نشتهي مثلُكمْ أن تسيرَ إليه ِخطانا

كيفما شاءتْ وهوت ْ لا يهدِّدُها المكان ْ

أن تسافرَ فينا كلُّ جادات ِ الصنوبر ْ

غيمةً غيمة ً

تنتشي معها ونُوْدِعُها كلَّ أسرار ِ الليالي الحالمات ْ

أن نجولَ ونقفزَ بينَ خطابات ِ الربيع ِ اليانعاتْ

نحتسي صبحَنا

قهوةً أو بعض َ رذاذ ٍ من فم ِ الوقت ِ معطَّر ْ

ربما ضحكةٌ تكفي يومنا / ربما ضحكتانْ

مثلكم تُدهشنا لحظةُ الميلادِ فينا كلَّ يوم ٍ من جديدْ

مثلكم ْ...

مثلكمْ

نشتهي أن يعودَ إلينا دمُنا

كي نمارسَ كلَّ طقوس ِ حضارتنا

مثلكم نشتهي أن نباركَ صحوةَ النجم ِ على ظلِّ القمر ْ

أن نحاورَ ضفة النهر ِ

وشفاهَ البحر ِ

وغيتارةَ عاشق ٍ لم يفارقْ منذُ أمس ِ

أوانيَ تستعيدُ بناءَ فراشات ِ المراح ِ

وساحات ِ الرياح ِ

وخيوطَ حبيبته ِ التي ودَّعتهُ

وقالتْ: سأعودْ

مثلكمْ....

مثلكمْ

نشتهي أن تسافرَ أيدينا

وتغادر َ كيفما شاءت إلى موعدها

لا يحاصرُها جنودٌ وبنادق ْ

لا يقيِّدها قاطعٌُ للطريق ْ

لا يسابقها الموتُ قبلَ أن تشعلَ شمعها

أو ربما سيجارةً وعناقا من ضفائرِ مفرق ٍ يسكنُ قلبَ طفولتنا المبعثر ْ

مثلكم تفتننا تضاريسُ الحياة ِ

لم يخضًبْها الرصاصُ

لم يلوِّثْها الركام ُ

لم يحطِّمْها الخطر ْ

لم يصادرْها الحديدْ

مثلكمْ....

أيها الماشونَ في باريسَ وبرلين َ وروما

خلفَ راياتِ بلادي تصرخونْ

تهتفونَ لعشبة ِالجرح ِ

وتنشدونْ

قلبي معكم ْ

وزهورُ جنينَ وحيفا ملكُكم ْ

وحمامُ القدس ِ يغني خطوكم ْ

لا تعودوا قبل َ أن تشرقَ ساحة ُ المهدِ وغابةُ اللوز ِ

وحفنةُ الزيتون ِ

وحنطة ُ الروح ِ

وقبلةُ المجدِ على أكتافكم ْ

لا تعودوا قبلَ أن تسقطَ كلُّ سلاسل ِ هولاكو

وجنازيرُ غابة ِ الحقد ِ

وقناعَُ الموتِ والشيطان ِ

وعصبة ُ الغابِ

وكلُّ قرصان ٍ يمارسُ لوثة َ العارِ

تحتَ نعالكم ْ

إننا مثلكم ْ

إننا بينكم ْ

فاستمروا في القدوم ْ.....