{env}

الصفحة الأساسية > غمام الشعر > انتفاضيات 2003 > بكائيات القتيلة القادمة ْ......

.

بكائيات القتيلة القادمة ْ......

السبت 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023

أشدو على رأس ِ القتيلة ِ سنبلة ْ/
أشدو على رأس ِ القتيلة ِ جلجلة ْ/
أشدو على رأس ِ القتيلة ِ نوحَ ورقاءَ /
غريبة َ دارها قد هدَّها سفرُ البيوت ِ ووحشة ُ الأرض ِاليباب ِ /
وهالَها صلبُ القمرْ/
فاستجمعتْ بينَ الشظايا سورة ً من وجهها المطعون ِ/
غدراً واختلتْ /
بينَ النحيب ِ تراقصُ الوجعَ المروِّضَ /
علّها أن لا تضلَّ/
وعلَّ من قد فارقَ الدفلى يعودُ/
فتستعيدُ صليبَ وحدتها الممزقَ /
حاملاً " لا تيأسنَّ "/
وقاطعاً وحشَ الذهول ِ /
وموكبَ الصبرِ المهول ِ/
وساحة َ الكربِ المعربد ِواختلاجات ِالخطرْ/
أشدو على رأس ِ القتيلةِ ما استعادتْ من قدرْ/
أشدو على رأس ِ القتيلة ِ/
موعدَ الحلم ِالعنيدِ وقد تجهّزَ من جديد ٍ نحو آلام ِ السفر ْ........

***

أشدو على رأس ِ القتيلة ِ ما ترنّحَ من قصيدة ْ/
وما تأوَّهَ من جراح ٍ في مسارات ِ الوحيدة ِ/
ما تقاطعَ واستمرَّ لها مكيدة ْ/
لم يمهلوها ساعة ًحتى تحضّرَ ما توفرَّ من بكاء ٍ مُختطَف ْ/
حتى ترتَّبَ لحمها /
حزماً من الأولادِ والغيم ِ المحجَّلِ بالصَّدفْ/
لا ساعة ً حتى تودِّعَ من تحبَّرَ باسمِها/
لا ساعة ًحتى تجهِّزَ في الوصايا وشمها/
لا ساعةً حتى تواعدَ من تجرأ في اللحاق ِ بظلِّها/
لا ساعةً حتى تكلِّلَ نصفَها /
حتى تكبِّلَ دمعَها بيدِ الخناجر ِعندما القهرُ عصف ْ.........

***
أشدو على رأس ِ القتيلة ِ حسرتين ِ منَ النحيبْ/
أشدو على رأس ِ القتيلة ِ كلَّ موروثَ الوجيب ِ/
وكلَّ ما ادخرت أمية ُ من مراث ٍ /
وافتدتْ بيد ِ المحن ْ /
فمضت تسلِّمهُ القوافلُ بعدها شرقاً /
وغرباً دونَ أن تدري بأنَّ /
اليومَ تبكي كلُّ أنواع ِ القوافي في الخروج ِ قتيلة ً /
لم يمهلوها في يدِ الجزارِ شبراً/
كي تجهِّزَ نعشَها /
حتى تبلِّلَ عشَّها/
وتطيِّبَ الجسرَ العتيقَ وسدَّةً بينَ الممر ِ/
وحارة ً قد باغتت بينَ النصال ِ
فمَ الوصول ِ إلى شواهدِ قبرها قسراً/
على بابِ الخروج ِ الشاهدُ الثاني وحيدا ً/
في دماءٍ سوفَ تنحَرُ دونَ مذبح َ أو وطن ْ/
دونَ قربان ٍ وجبريل ٍ يسوّرُ دونها/
أرضاً ويمطرها فداءً /
تستعيدُ بهِ القيامة َ فوقَ أهداب ِ الزمن ْ.........

***

كم رصّعوها بالمدائح ِ تارةً وبكلِّ معسول ِ /
الخطاب ِ وأعلنوا في كلِّ عصر ٍ عشقها/
المكذوبَ طوراً آخراً ومضوا /
يصيغونَ الغزلْ ؟/
كم حمَّلوها ألفَ نيشان ٍ وألفَ محفّة ٍ /
وتراقصوا مثلَ الفراش ِ على مساحة ِ/
صدرها العاري أمامَ النار ِ/
واصطفوا يبيعونَ القبل ْ/
كم رتَّلوا قسماً تبخَّرَ بينَ أنياب ِ الجريمة ِ/
كلُّ ما في عهده ِ غدراً وصاحوا بعدها /
سبقَ الحسام ُ وليسَ في يدنا الحجابُ /
وقد تعبنا ما العملْ ؟

***
من حمَّلَ الجمّالُ بابَ حديقة ِ الأمس ِالذبيح ِ/
سوى خطابات ِ التواعد ِ والوعود ِ/
وكمشة ٍ من زعفران ٍ قد توهَّم َ في وفاء ٍ/
لم يدم وأصابهُ اليومَ الصمم ْ !/
من خبَّأ الدّلالُ بينَ ذراعه ِ ودم ِ القتيلة ِ /
غيرَ مسحات ِ القناع ِ ورحلة من غابة ِ الوحش ِ /
المخادع ِ واشتقاقاً من وجوهِ الماكرينَ /
ولوثةً تفضي إلى عبث ِ الخطيئة ِ والعدمْ !/
من سلمَّ السترَ المكينَ وخانَ فيها /
ما تشكَّلَ من خضاب ٍ طاهر ٍ /
واختالَ في ثوب ِ االبغاء ِ ومارسَ العهرَ /
جلياً لم يساورهُ الندم ؟/
من أعلنَ اليومَ طلاقاً بينَ ذاكرة ِ المواسم ِ/
والحروفِ المرمرية ِ واستباحَ بها /
السياحةَ في مواخير ِ العجم ؟

***

طروادةُ الكبرى تعودُ بكلِّ سيف ٍ أهدرَ /
الآنَ على أبوابنا حلم َ القتيلة ِ في العفاف ِ/
وطاردَ العشقَ الذبيحَ /
وأوصدَ الجسرَ العتيقَ /
ومارسَ السحرَ الوضيعَ لكي يمرِّرَ ما احتبس ْ/
أبكي على صدر القتيلة ِ عامَها الماضي/
وعامَ قتيلة ٍ أخرى ستأتي كلَّما حنَّ الغريب ُ/
وقامَ في السور ِ غيوم ٌ لم تعانق ْ /
عشبة الله ِ وتاقت للكلام ِ ولحنَ سندسها /
وشقّت بالمعاول ِ والفداء ِ دمَ الخرسْ......

***

فلتشهدي أنَّ الولاءَ لمن سيأخذ ُ ثأرها/
ولتنقشوا بالياسمينَ على شواهد ِ قبرها /
هذا بذارٌ سوفَ يولدُ من جديد ٍ /
لن يساوم َ لحمها...

أيمن اللبدي
8/7/2003

الرد على هذا المقال

نسخة من المقال للطباعة نسخة للطباعة
| حقوق المادة محفوظة ويمكن الاقتباس والنقل مع ذكر المصدر|