الصفحة الأساسية > غمام الشعر > انتفاضيات 2003 > لا تسأليني ..
لا تسأليني ..
السبت 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023
بُنَيَّتي..!
لا تسأليني
واكتمي إنَّ الإجابات ِ الحزينة َ قد توقَّف َ حبرُها
وغدت هناكَ حبيسةً بينَ الشفاه ِ
لعلها أمست تضمِّد ُ جرحَ خيبتها
وترفقُ مع خضابِ الموتِ
زيتاً كي يطهِّرَ من خطيئتها
النكوصَ المستباح َ ولحظة َ العار ِ المروِّع ِ
والهزيمة َ واندفاعَ الوحل ِ فوق َ جبهتها
المسطَّر ِ في ثناياها
المواتْ...
*****
بُنَيَّتي..!
لا تسأليني
أينَ سيفُ ابن ِ العمومة ِ والخؤولة ِ والجوار ِ
وأينَ سيفُ الله ِ والخيل ِ المحجَّل ِ
صوتُها الهدَّارُ أقوى من شظايا النار ِ
والرعدِ المدوي حينما هبَّت إلينا
في الطريق ِ ، الرعدُ قادم ُ يُستشفُّ من الغبار ِ
الناشرِ الظلَّ على سحب ِ الدخان ِ
إذا تغشَّاها الرعاشُ وحطَّها السيلُ المدوي من عل ٍ
فوقَ انتشاراتِ التتار ِ
تردُّ عنكِ دويَّ قصفِ الغاربات ِ
وتنحني كي تصلحَ الشقَّ الطويلَ بظهرك ِ المستقبـِل ِ اليومَ
مئاتِ القاتلات ِ من الشظايا المرعبات ِ
وسمِّها المشرئبِّ إلى السنابل ِ والنهار ِ
والغيوم ِ والتراب ِ والبلابل ِ
والجدارْ...
*****
بُنَيَّتي..!
لا تسأليني
ما جرى بينَ السطور ِ ودفة ِ المخطوطة ِ الحبلى
بألف ِ قصيدة ٍ وموشَّح ٍ ومقام ِ
مَنْ أخفى الوجوهَ وزيَّف َ اللونَ وسجَّل كلَّ ذكرى
ضدَّ مجهول ٍ يقيمُ على سفوح ِ الوهم ِ
والكذب ِ الرخيص ِ على الغيارى
والثكالى المعدمينَ من الوعود ِ القادم ِ
اليومَ كتابُ طلاقها العذريِّ أجلى
من خيوطِ الدَّم ِ في جسد ِ الضحيَّة ِ
والعذابات ِ الحيارى
في المداراتِ الحزينة ْ...
*****
بُنَيَّتي..!
لا تسأليني
هل أُكفِّن ُ مقلتي بينَ يديكَ
أم تكفِّنُ جثتي قبلَ وصول ِ الصرخة ِ
التالي انفجارُ عروقها في راحتيكَ
وعند َ أشلاءٍ ستأخذها طويلا ً
قبلَ أن يصحو الركامُ في ذراعيكَ
وتذرفُ دمعة ً ربَّما جَمُدت ْ
وما سالت طويلاً أوَ أمهلتك
لكي تلاقي جثتينا في التراب ِ
المستعدِ إلى احتضان ِ جراحكَ
القدسَّية َ النور ِ الذي لن ينتظرها في السماءِ
جوابَ أسئلتي ولا خبرَ ارتقائكَ
فلتدعهم ينبشونَ يفتشون َ
هنا عظاميَ واحتراقيَ
والبعيدةَ في الشقوق ِ هناكَ
بعدَ عامين ِ ربما وصلوا إليها
وانبرى أحدٌ يصيحُ : ها قد وجدنا أذرعكْ
والوصيَّة ُ سوفَ تبقى من جراحاتي الجليلة ِ لا أريدُ
جوابَها ، دعها على نقش ِ التراب ِ هناكَ تحفرُ صمتها
وتعالَ خذني في ذراعيكَ
البعيدة ِ أرتدي قبلتين ِ وأعتلي مجدي معكْ.....