الصفحة الأساسية > قدسنا > تراهُ منكَ وداعاً !
تراهُ منكَ وداعاً !
الثلاثاء 29 آذار (مارس) 2016
أشقى بكَ الفِكْرُ ما أَزْرى بكَ الزمن ُ | عَينٌ تُحاذِرُ ، أخرى هَمُّها الوَطَنُ |
عاصرتَ فَيْضاً وَدارَ الحقُّ دَوْرَتَهُ | جِرابُ حظِّكَ في غُدواتها الإحَنُ |
يا مسجدَ اللهِ لَمْ تُنْصِفْكَ وارِثَةٌ | وَلَمْ تخَُيَّرْ وأَمضَتْ حُكْمَها السُّنَنُ |
غُثاءُ سَيْلٍ وَلوْ كابرتَ مِنْ جَزَعٍ | إمّا انتظرتَ فَسلوى نِصْفُها الشَّجنُ |
كُفَّ النّداءَ فما خلفَ التِّلالِ يدٌ | وَنِصفُ أيـدٍ يُلَهيّها به الوَثَنُ |
-*-
حتى الشّكاةَ وندبَ الحالِ أعْوَزهمْ | جَديدهُ الصمتُ قبرٌ ما لهُ كَفَنُ |
يا بن الكرامِ عيونٌ لمْ تعدْ حفراً | أصابها الطَّمسُ وانشقَّتْ لهمْ أُذنُ |
يُبسُ الوجوهِ وما في الصَّدرِ مرتجفٌ | أمّا اللِّسانُ فيخشى طردَهُ السَّكنُ |
لا يحسنونَ سوى ذلٍ وَمعذرةً | فكيفَ تُطلقُ زهراً هذهِ الفَننُ |
لولا بَنوكَ منَ القُربى غَدوتَ بها | ذِكرى وَتشدو لِدَوْراتٍ بهِا المُدُنُ |
-*-
حُرّاسكُ الصّيدُ إنْ لاحيلةٌ قويتْ | وتأكلُ اليومَ جُلَّ الحيلةِ الفِتَنُ |
بعضُ العصيِّ بأيدي ثلّةٍ مرقتْ | على ظهورِ حماةٍ ساقَها الخَونُ |
ويزعمونَ بأنَّ الرأيَ في خططٍ | سلاحُها الوردُ أوْ شمعٌ لهُ حَننُ |
إنْ كانَ لا بدَّ ألقواْ بالصّدورِ بهمْ | عرياً تُجرَّبُ في أجوائها المِهنُ |
ما بينَ قنّاصَ فيهم ما يُجرّبهُ | صيدَ الطفولةِ شاهتْ تلكمُ السِّحنُ |
-*-
أمّا السّلاحُ فصادروا لمنْ غَيْلةٍ | زُلفى الصّهاينَ والطاغوتُ يمتحنُ |
متى بربّكَ كانَ الدَّفعُ طوْعَ هوىً | نيلُ الأمانيِّ موقوفٌ لها المؤنُ |
هيَ الخيانةُ والتفريطُ بادئُها | أو ذا فسادُ الرأيِ ظنّهُ الحسنُ |
هذا يهدّدُ بالمحتلِّ مُنتشياً | وذاكَ صالَ بأرزاقٍ لها حَزنُ |
خانوا العهودَ وباعواْ واستوواْ عصباً | للمعتدينَ بيـاناً سرُّهم علنُ |
-*-
إنْ كنتَ ترقبُ منْ عُميانهمْ بصراً | أشقيتَ نفسكَ فاربأ أيها الفَطِنُ | إنْ قُلْتُ أني على أَمْنٍ منَ العُقبى | خَدعتُ نفسيَ أوْ مادتْ بيَ السُّفنُ |
ومثلُ ذلكَ قولُ القاعِدين بها | للبيتِ ربٌ وَيحلو بعدها الوَسَنُ |
ولو تلاها لِسانُ الأمسِ ما سلمتْ | لهُ الذّوائبُ أوْ شاختْ بهِ المُتنُ |
يا ويحَ أمّكَ ربُّ البيتِ أمَّنهُ | فهوَ الوصيّةُ دسَّاها بكَ الجُبُنُ |
-*-
وَ عاد تشرينُ بالتقسيم يخبرنا | كيفَ اللصوص تنادوا كلُّهم أُذنُ |
واسيتَ نفْسكَ ما أصدَقْتها خبراً | وَكلُّ حالٍ لهُ منْ جِنْسهِ ثمنُ |
وسوفَ تحصدُ ما وسّدتهُ عملاً | وأولُ الدَّينِ في الدنيا هيَ العرُنُ |
تراهُ منكَ وداعاً أيّها الأقصى | قدْ ضّيعوكَ وما قامتْ لهمْ جُفُنُ |
إنْ قدَّر اللهُ فاشفعْ ما حفظتَ بهِ | أنا برآءُ وفي أََعناقِهم شَطنُ |
لولا التطيّرُ ما استوْدَعتهُ لغدٍ | قدْ أغرقوها وأودى بالورى السَّفَنُ |