الصفحة الأساسية > قدسنا > وطني
وطني
الأحد 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2020
وطني يا عذابات ِ قلب ٍ شهيد ْ | أثخنوكَ جراحا ً ، بكاكَ الحديد ْ |
مزَّ قوا فيك َ كلَّ تليـد ٍ وكمْ | حطّموا ذكريات ِ صبانا البعيد ْ |
غيَّروا القسمات ِ وعاثوا فمنْ | ليَ ذا اليوم ُ بالأمس ِ كيفَ يعود ْ ؟ |
خبِّريني سألتك ِ في القدس ِ هل | وجعٌ ينقضيْ فظـلامٌ عنيدْ |
أينَ مني حَمامُ الحِمى غَرِد ٌ | لم يعد ْ يُسمع ُ الآن َجرْسُ نشيد ْ |
وسنابلُ مرج ِ ابن ِ عامرَ لم | تستعدْ من سناها و عرسَ الحصيد ْ |
ونسيم ُ مرافئِ يافا ذوى | عطرُها وانطوى البحرُ عنها وحيد ْ |
ما لهُ النهرُ قد جفَّ منه ُهوىً | وجثا يندبُ الحظَّ يخشى المزيدْ |
آه ِ من ظلم ِ وحش ٍ تمادى ومن | غدر ِ قربى و قد خنعتْ كالعبيد ْ |
وطني أتراك َ لأخت ٍ مضت ْ | أقربُ اليومَ أم فيك َ فجرٌ جديد ْ؟ |
وطني يا شعاع َ فؤادي السليب ْ | همْ هنا و أنا ابنُ ثراكَ غريبْ |
حاضر ٌ أنتَ في كلِّ طرفة ِ عين ٍ | تعالَ أعمِّد ُ عشقي العجيب ْ |
لمْ يزل ْ بيدي حاملا ً وشمَه ُ | قابضا ً باسمه ِ ممسكاً بالخطوب ْ |
وجراحيَ باسمـِك َ أنسجُها | وعظامي َ فوقَ سماكَ الصليب ْ |
ارتدينيَ أبقى على المرتقى | نحوَ نوركَ يسمو السَنا في المغيب ْ |
ارتدينيَ صاعد ُ قد ْ هدَّني | سفر ٌ و منافي َ قالوا : النَّصيب ْ |
أسأل ُ النجمَ هـل يتذكَّرني | وأنا لمْ أزل ْ في هواه ُ القريب ْ |
ما له ُ قدْ أشاح َ بدمع ٍ هما | أتراه ُ يخـاف ُ عيونَ الرقيب ْ ؟ |
لا تخفْ يا صديقيْ مضى روْعنا | ما يفيدُ البكاءُ وخفضُ الوجيب ْ |
وطني أتراك َ لأخت ٍ مضت ْ | أقربُ اليومَ أم فيك َ فجر ٌ قريب ْ؟ |
وطني خذْ فديتُكَ كلَّ ثمين ْ | ما الحياة ُ و يومك َ مرٌّ حزين ْ |
سوفَ تسقطُ روما ويمضي التتار ْ | حالُ كلِّ الحكايا وتبقى المكين ْ |
وتزولُ عروش ُ ويحلو اللقاءْ | وتعودُ لتصدح َ أبهى اللحون ْ |
أتراهـا هنـاك َ سنـابلُنا | أتراهـا هناك َ بعين ِ اليقين ْ! |
فهيَ اليومَ جسرُ عبور ٍ إليك ْ | وهيَ اليومَ فجرك َ حر ٌ أمين ْ |
ُمدَّ نحوَ خطاها ذراعك َ لا | ليس َ ترجو إليهـا سواك َ معين ْ |
إنها الآن َ تنهضُ فيكَ فخذْ | شوقَها إنه الآنَ خضابُ السنين ْ |
وتعالي ْ إليه ِ رفاقي َ منْ | خفقة ِ العيدِ بينَ كتابِ الوتين ْ |
خبِّريهم ْ بأنَّ جراحيَ قدْ | أزهرت ْ فوق َ صدري َ بالياسمين ْ |
وطني إنه ُ الفجرُ قادم ُ بل ْ | غدُك َ الـمجدُ وضَاءُ الجبين ْ |