الصفحة الأساسية > قدسنا > فداء للقدس
فداء للقدس
الجمعة 29 أيار (مايو) 2020
للقدس ِ حق ٌوحقُّ القدس ِقد ْ وجبا | جدّ الفداء ُ فجب َّ الشكَّ و الرِّيَبا | |
هـذا بلاغ ٌ فلا لومٌ ولا عتب ُ | إن َّ الظنونَ لعمري تستوي لَعِبا | |
فيم َ الترقّب ُ و الأنباء ُ مشرعةٌ | غصَّ الفؤادُ بها إذ أحدثتْ صخبا | |
عصفاً تدور ُو ليس السمع ُ يبلغها | حداً كريح ، ٍ فلا مهلا ً ولا خببا | |
درس ُ الكرامة ِ صاغ اليوم َملحمةً | في القدس ِشعبٌ يذيقُ الويلَ مغتصبا | |
يومُ الشهادة ِ يوم ٌ إن ْ فطنتَ لهُ | آي من السحر ِ أعيا القولَ و الخطبا | |
يومٌ تجلّى على الأيامِ قاطبة ً | أغلى المهورَ و أعلى المجد َ و الحسبا | |
يكفيهِ فخراً بأنَّ الله َ يذكرهُ | بين َ الملائك ِأكرمْ ، ذكرهُ نسبا | |
مرحى لسعدكَ إنَّ النصرَ غرته | أضحى الخلاصُ جلياً فيكَ واقتربا | |
للقدس ِ ديْن ٌ و ربُّ العرش ِ وثَّقّه | إنَّ الدَّيونَ توفّى ما انتهت ْ طلبا |
عهدُ العهود وان ْ طالَ الزمان بهِ | ما زال غضاً طريََّّ الوشم ِمرتقبا | |
من عهد ِ أحمدَ و التاريخ ُ يذكرنـا | نرعى العهودَ وفاءا ً بالغاً أدبا | |
أهل السماحةِ في حربٍ و في سَلَمٍ | نعلي الكرامةَ لا نغلي لها أربا | |
وصىّ بها عمرٌ أفديه ِ من خُلُق | والكونُ نام َعلى آثارها طربا | |
سورُ البراقِ وما ذاك البراقُ سوى | خلقٍ و سخِّر َللمصدوق إذ ركبا | |
ما يستقيمُ دليل ٌوالحجى ، كذبٌ | إنَّ اليهود َ قد اختصتْ به كذبا | |
هلْ يحفرون َ سوى قبرٍ لهم ْ وغداً | سينطقُ الغردقُ المنظورُ من ْ هربا | |
إني أراها كما صاحت ْبكف ّ فتى ً | قدْ أعجز َالوصف َيومَ اختارها سببا | |
المسجدُ الأقصى الأرواح ُ فديتهُ | دمُّ الشهيـدِ على أبوابه ِ كتبا | |
إذ ما تنادت بها الأبطال ُ واستبقتْ | صوبَ المعالي َ فازدانَ المدى شهبا |
من كلِّ حدب ٍ أتتْ زحفا ً لتنصَره ُ | أما ً حسبت َ لهم من ْ لهفة ٍ و أبا | |
نامتْ عيون ُ ولكن ْ لم ينم ْ بطلٌ | كلا ولا مَّست ِ الإغفاءة ُ الهدبا | |
يا خيرَ صحب ٍ من الأخيارِ قائمة ً | على الوفاءِ و كان َ المجد ُ منقلبا | |
هذى الرجال ُ وما انفكت ْ تعلمنا | كيفَ البطولة ُ تغدو قصةً عجبا | |
جيلٌ تربىّ على الأيمان ِ جذوتُه | إن طال ُمكث ٌ فقد زادت به لهبا | |
لبيكَ جاءوا فكانوا ألف َ معتصم ٍ | تتلو الشهيدَ ألوف ٌ إنْ ُيكنْ ذهبا | |
هبوا غضاباً فما في الكونِ متسعٌ | يخفي اللئام َ وما اسطاعتْ بهِ هربا | |
صبّوا الدماء َ فهم أسرى لها كرماً | قـدْ أمطروها فأمضت يومها سحبا | |
ُعريَ الصدور سوى الأيمان ِما حملت ْ | تلقى المنايا ليوثا ً أمطرت غضبا |
كيفَ الرضيعُ يجافي حضن َ مرضعة ٍ | حبّ َ الشهادة ِ لا خوفاً و لا وصبا | |
هذى الملائكُ قد جاءت مسوَّمة | بسّامةَ الثغرِ بالبشرى تفوح ُ صبا | |
تلقى الشهيدَ بريحان ٍ تعـــانقه ُ | بشراكَ سعداً و رضوانا إليكَ حبا | |
عرسُ الشهادة إذ ْ ُبلِّغته ُ عجبٌ | ألفٌ تواكب ُ والآلافُ ما احتسبا | |
ألف ٌ تكِّبرُ في الميدان ِ تحملهُ | وألفُ ألفٍ ُ ظلُّ الموكب َ العجبا | |
الله أكبر ُ ما ذاع َ الآذان ُ بها | ما هزَّ قلباً وشدَّ النفسَ واجتذبا | |
صبرا (فلسطين ُ) إنّ الله َ ناصرُك | صلاحُ دينٍِ فلسطيني ِّ قد ْ غضبا | |
لله قام َ وانْ أمسى بها فرداً | فالذكرُ جاءَ بجبّارٍ و ما كذبا | |
حَّنت له ُ الجنات ُ وازدانت فما | عرسُ الشهيدِ سوى الرؤيا و ما طلبا | |
يا أرض َحشرٍ و ما انفكتْ مطهرةً | عمَّ البلاءُ و أضحى عيشُها نصَبا |
40
ساموكِ خسفاً وضاق الرزق من سطو ٍ | هذى يهودُ و حقدُ الأمس ِ ما نضبا | |
لو يدَّعونَ بروح ِ العصرِ قد كذبوا | هم يبطنونَ خطاباً فاسداً خربا | |
أهلُ الدسائس ِوالأحقادِ منْ قدم ٍ | ضـلَّ الوسيطُ ، وان غشوا بها عربا | |
ظنوا العدالةَ ماتت وانقضت يدها | كظنِّ إبليسَ عفواً إذ ْ رأى الحطبا | |
نسجُ العناكب أوهى إنْ خبرت وانْ | طالَ الزمانُ وأمضى من لدنْ حقبا | |
هوى القناع ُ وقد كانَ القناع هوىً | أبدى السلام َ ستارا ً و انتهى كذبا | |
أينَ الضمائرُ و اللاهين في دعةٍِ ؟ | يستفتحون َ على الجاني بما غصبا | |
ناديتَ ميتاً و ما أسمعت َ من بشر ٍ | ذئبا ندبت ووحـشا كانَ ما ُ ندبا | |
يا هيئة الظلم ما عدنا لكم ْ لعبا ً | ولن يعيدَ سوى الميدان ِ ما ُسلبا | |
لا طابَ عيشٌ و بيتُ الله مغتصبٌ | يشكو الإسارَ و كيدا ً زادهُ نصبا |
(شارونُ ) قردٌ و مسخاً كان سيدهُ | "صبرا" تظل ُّ و" شاتيلا" له ُ سببا | |
قدسَ الكرامة لا نامتْ لهم طرفٌ | هَزلٌ أضلَّ ، وجبنٌ خاب َواحتجبا | |
يا مكرَ ربيَ خلِّصْ قدسَنا وطناً | طاشت سهامُ و مكرُ الخاسرين خبا | |
والوعدُ آتٍ و ليس َ الله مخلفهُ | إن َّ اليقين َ سلاحٌ و الحديدُ نبا | |
يا درةَ الدين ِ أنتِ القبلة ُ العلم ُ | باركْ حماها و سلِّم ْ أهلها العربا | |
هيئ لها فرجا ً يأتي على عجلٍ | واجمع ْ قلوباً على حشد ٍ قد انتدبا | |
يا مسجد َ الطهرِ إنَّ اللهَ حارسه ُ | للبيت ربٌ و أجناد ٌ له انتـدبا | |
لله نشكو و ان َّ اللهَ ناصرُنا | فازَ الشهيدُ و مظلومٌ قد احتسبا |