{env}

الصفحة الأساسية > غمام الشعر > هوامش على تغريبة القمر العائد 1996 > أيها الصبار، لا...

.

أيها الصبار، لا...

السبت 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023

الإهداء....

إلى إبراهيم الحدايدة ومحمود جميل

إلى الوطن المؤجَّل من شبابيك نابلس وطولكرم

إلى كل فلسطينيْ

***

السنونو قد تهاجر ْ

والنوارسُ معْ عُباب ِالبحرِ تمضي

واللقالقُ لا تغادر ْ

بينما تلكَ العصافيرُ تودِّع ُ ريشَها

والحمائمُ في انتباهْ

مالكٌ يبقى الحزين ْ

"الدويريُّ " تأهَّب َ منذُ دهرٍ للسفرْ

والقطاة ُ قد تظلّْ

إنها جزء ُ الحكايةْ

والتفاصيلُ كثيرةْ

والشواهد ْ /

والمشاهدْ

هل يغيِّرُها القدرْ

هل يبلِّلُها المطرْ ...........؟!.

ليسَ في اللوحات ِ لون ٌ لا يسافرْ

ليسَ في الغيماتِ شرطيٌ معابرْ

ليسَ في البحرِ خلايا لم ْ تخاطرْ

والسحاب ُ

والسرابُ

والعتابْ

ليس يحملُ جُثَّةَ السفرِ ويرفضُ أن يعودْ

لكنَّما وجعُ المحطة ِ كيف يغدو قاتلا ً

كيف ننتظرُ الرصيفَ بلا رصيفْ ؟

كيف ننتظرُ البلابلَ كلَّ هذا الوقت ِ ثمَّ لا تجيءْ ؟

نفتحُ الشرفات ِ آه ْ.....

نغلقُ السردابَ والدهليزَ قد ْ

ننثرُ الصبرَ على جمرِ الوقوف ْ

ثم يصدمُنا المسافر ْ.....حينما

ليس َما تأتي السنونو

ليسَ ما تأتي النوارس ُ

ليسَ ما تأتي البلابل ُ والكناري

إنَّما الموت ُ يجيء ْ

انهُ الموت ُ يجيءْ

ليس ما يأتي سواهُ

انه رمقُ الجنونْ

والظنونُ

والسؤالُ

كيفَ ننقشُ فوقَ خيط ِالماء ِعشاً ثم تذروه ُالرياح ْ

كيفَ نزرع ُ درَبنا بالنورِ ثم يقتلُنا الظلامْ ؟

انه عبثُ الرماد ْ

جللَّ القلبُ السوادَ

أيها الصبارُ قفْ ..............

ما نريد ْ؟

ما نجيد ْ؟

ربما هي رحلة ٌأخرى ويأتي من جديد ْ

ربما هذا شبيهٌ قد تقَّمصَ وجهَه ُ

كم سنسألْ ربما ؟؟؟؟؟؟

ربما عبث ُالقوافل ْ

ربما الخطأُ الوحيد ْ

كلُّ ذلكَ قد أصابَ مساحةَ القلب ِ ودمََّرْ

قد أصيبت ْرعشة ُالشوق ِالتليدْ

أليسَ ذا الفينيق ُ قام ْ؟

أم هو الموت ُالوحيد ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ْ /

هل تعودُ الاحجياتُ

هل تعودُ الأمنيات ُ

هل تضيع ُ ملامح ُ الميناءِ حتى في الوصولْ !

هل يلاحقُنا الضياع ْ؟

هل نضيع ُمن جديدٍ ؟

انه الخطأُ الوحيد ْ

انه هوسُ العبيد ْ

انه الحظُّ العنيدْ .............

مرة ً أخرى تهددُّنا الشكوك ْ

لم نعد نقوى ولا عُدنا نطيقْ

لكننا حتماً نقاومْ

قد تعَّودنا القيامَ من الرمادْ

إننا حتما نقاوم ْ

إننا حتما نقوم ْ

مثلما الفينيقُ يأتي

حان موعدُه سيأتي

والتفاصيلُ كثيرةْ

والعلامات ُعلى كَتِف ِالطريق ِ

والمشاهدُ قد تفسِّرُ نفسَها

فالمشاهدُ لا تموت ْ...........

مشهدٌ يمضي وآخرُ لم يزلْ

حولَ ذاك َ المنعطف ْ

اقحوانةْ /

تمتطي ظهر الرمالِ ِ

وتنتشي ....تجتمع ْ

تتوهج ْ / تتكثف ْ / تندفع ْ

ثم تمضي لم تقف ْ

انه التاريخُ يمشي

وقعَ خطوات ِ الزمنْ

ليسَ تلغيها المرايا

تخترقْ

تحترقْ

ثم يخضرُّ الرمادُ وعلى محياها سيشدو

نرتقي للأزل ْ

وتشرأب من جديدْ

ينحني السفرُ البعيدْ

يرتخي باب ُ الحديدْ

في يديها لوحةُ العنوان ِ تلك َ

في يديها لم تزل ْ

تدمغ الطرقاتِ وشماً بالقبلْ

والنسيجُ في يديها مختلف ْ

تبذل ُالمسك َالمعطَّرَ في صفاءٍ وجذلْ

انه حلمُ الوصول ْ

تستعينُ على المواقفِ كلُّ جزءٍ فيه عشق ٌوحنينٌ وَقسَمْ

في الوريقاتِ الصغيرة ِ

في البذورِ

في البراعمِ ْ

لم تزلْ تلك المعالم ْ

لوحةَ السفرِ العظيم ْ

كيف تخذلُها المتاحفْ ؟؟؟؟.........

ربما تنسى القوافلُ حين تأتي

ربما تنسى التعب ْ

ربما تنسى المواجعَ والجراح ْ

واحتمالاتِ الحقب

والسراديب َالعجيبةْ

والضياعَ

ربما تنسى القرابينَ القديمةْ

ربما تنسى الجسورْ

ربما تنسى التوالدَ والتتاليَ والضرائبَ والتبعثرَ والنسب ْ

ربما تنسى العجبْ

واعجب |ْ

ذكروها مرتينْ

علَّ ذاكرة َ المسيرة ِفي سباتٍ عندها

إنها كانت صبية ْ

إنها كانت فتية ْ

والمحطاتُ الحزينة ْ

قطَّعتنا في أحايينَ كثيرةْ

إنما كانت أمينة ْ؟

لم تمزِّقْ ساحة َ التسجيل ِ فينا

ربما قد حاولت تزييفَها

ربما كانت لديها كلَّ يومٍ تشرق ُالشمسُ روايةْ

ذكِّروها

لم يكن فرعونُ يسطو كي ُيذلَّ القافلةْ

لم يكن يرجو أسارى

إنما كان يريدُ البحرَ وحشاً يبتلعْ

إنما كان يريدُ الرملَ سطحاً ُمنزَِلقْ

كان يرغبُ أن تروح َ فلا تجيءْ

إنما كانت تعودُ إليه من شُّباكها في كلِّ مرةْ

أين تلك الذاكرةْ ؟؟؟؟

زملوها

قد تعودُ من التلبُّد والموات ْ

وارفقوا بالحلمِ حتى لا يضيع ْ

فالصناديقُ كثيرة

والغنائمُ لم تكن قصدَ الروايةْ

إنما تلك الحكايةُ مثلما الراوي وحيدةْ ...........

والستار ُ

مشهدٌ يبقى وينسدلُ الستار ْ

بعد ذلك لا يعودُ مساحةً للاختيار ْ

حينما تأتى القوافل ُ

هل يجوزُ الاندحارْ ؟

انقضى زمنُ السؤال ْ

انقضى زمن ُ العجائب ْ

غير مسموح بها

والجريمةُ أن نموت َ

حينما الحفلُ تأهبَ للقيام ْ

أنرتقي نحن لنعتذرَ ونشرعُ في اختتامْ ؟

كيف نسمحُ بانحرافٍ في المسار ْ؟

كيف نسمح ُ بعدها أن ُنختزل ْ؟

وكيف يمكنُ للزهورِ الانتحار ْ؟

كيف يمكن للقرنفل أن يدك الياسمين ؟

كيف يمكنُ للزنابقِ أن تحاربَ طلعة َ المنثورِ كيفْ ‍‍1

كيفَ نغتالُ الفرحْ ؟

كيف يَعتقلُ البنفسجُ ضُمّةَ الريحانِِ ِ

والفلُّ يمسي نائبَ السجّانِ ِ

والموتُ يقتلعُ النهارْ؟..........

موسم ٌ للموتِ لا ...

مدخل ٌ للعوسج ِالبري ِّ لا

مدخلٌ للشوك ِ لا

مثلما لا للحصارْ

لن تمرَّ على الجدارْ

فانشطرْ

واندثرْ

لا مجالَ للاختيارْ

مثلما لا للخطايا والصَّغار ْ

إنها اللغةُ الوحيدة ُ ُتخْتَصَر ْ

أيها الصبّار ُ لا...........

مساحة ُ الصدرِ كبيرةْ

ساحةُ الغفران ِأكبرْ

اعزفوا لحناً حزيناً

انثروا الشعرَ على باب ِالمدينةِ

ضمدوا وجع َالترابِ

فالجراحُ لن تسودَ

ليس مسموحاً على باب ِالوصولِِ ِالانكفاءُ

ليس مسموحاً على باب ِالمدائن ِأن ننامَ

ليس مسموحاً لغابات ِالأقاحي الانشطارْ

ليس مسموحاً لعبس ٍ أن تجددَ بيعةَ الثأرِ الحرامْ

ليس مسموحاً لغابات ِالشرانق ِأن يغطِّيَها الدخان ْ

نخلعُ الجمرَ الذي يستوقد ُالقلبَ وننهض ْ

أيها الجرح ُ تقزّم ْ

أيها الوجعُ تقزّم ْ

نجلد الذاتَ ولكن حينما ثمنُ الخطايا أن تموت َالأمنياتُ

لن نعودَ محايدينْ.............

فانتبه ْ

أيها الفينيق قم ْ

ما نسيناكَ كما تنسى القوافلُ طيرَها

إنما عذراً إليكَ ..

قد أضلتنا المواكب ُ

خدرتنا زينة ٌ في المهرجانِ ِ

قد ظنناها الوصول َ

بينما الأحلامُ ظمئي في المحاجرِ والمهاجرِ لم تزل ْ

عطشى وحبلى لم تزلْ

مثلما أن الحقيقةَ لم تزل ْ

بكراً وتُغويها القبل ْ

ليس تكتُبها أصابعُ مستعارةْ

ليس يبذرُها التمني والخيالْ

ليس يرويها الكلام ْ

ليس ُينِبتُها الركام ْ

إنما العزمُ يقودُ إلى المُحال ْ.................

علمتنا الأنبياء ُ

إننا لابد ندخل ُأنْ صدقنا موعداً لا بدَّ آت ْ

فالحطام ُلا يقوم صدفةً

لا يقومُ صدفة ًهذا الحطام ْ

ليس يزدهرُ بسيمفونية ٍعرشُ الغرام ْ

ليس يُزهرُ بالوعود ْ

ليس يشرقُ بالنشيد ْ

ليس ينهضُ فوق َ أعذارٍ ووَهْم ْ

ليس باللغةِ تعودُ الغائبات ْ

ليس باللغةِ فقط ْ

إنما الفجرُ يُسَوَّر ُ بالزنود ْ

بالسواعدِ والقلوب ْ

عندها الفجرُ يعود ْ

وتعودُ الذاكرة ْ

عندها تأتي النوارسُ في عُباب الأقحوان ْ

عندها تأتي البلابلُ مثلَ جيش ِالياسمين ْ

تمتطي كبدَ السماء ْ

عندها تشدو العصافيرُ الفرائد ْ

عندها يجلو السواد ْ

والشبابيكُ على أعتابها تغدو المراحلُ والطقوسُ كوهج ِعيد ْ

والمداخلُ تبتهج ْ

والحمائمُ تنسجُ الشرفات ِ

حيثُ تبدأُ ضحكةُ الوطن ِالمؤجَّلِ ِ من جديد ْ

يصبح ُ الشعرُ شموساً من حقائق ْ

يصبحُ الأفقُ بهياً بجيوشٍ من قصائدَ وعرائس ْ

يصبحُ الوطن ُ نعم ْ

حيث يغدو الموتُ لا.....

حينما المجدُ طويلا ًسوفَ يجثو عندَ أعتاب ِالمدينةِ

يقرع ُالباب َويرجو طالباً إذنَ الدخول ْ..............................

أيمن اللبدي

26/8/1996

الرد على هذا المقال

نسخة من المقال للطباعة نسخة للطباعة
| حقوق المادة محفوظة ويمكن الاقتباس والنقل مع ذكر المصدر|