{env}

الصفحة الأساسية > غمام الشعر > هوامش على تغريبة القمر العائد 1996 > البحر يرحل

.

البحر يرحل

السبت 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023

إلى الشهيد القائد خليل الوزير "أبو جهاد "

***

البحرُ يرحل ْ..

والموجُ و الشطآنْ

والنورسُ المذبوح ُ عند البابْ

والصوتُ والألوانْ

متعمداً بالفجرِ في ليلِ السرابْ

متواصلاً بالمجدِ والإكليلْ

مترجلاً عند الوصولْ

البحرُ يرحلْ....

***

والليلُ والصوتُ الرهيبْ

والخلقُ والإفناءْ

والموتُ والحزنُ الحرامْ

والعشقُ والحبُّ الغريبْ

والرمشُ ذابْ،

البحرُ يرحلْ.....

***

والشمسُ تحجبُ ظلَّها

والأرض تركضُ في السباقْ

والنارُ في المحراب ْ

والوجدُ في الأشلاءْ

البحرُ يرحلْ.....

***

يترَّجلُ الفرسانُ عن ظهرِ الرمالْ

يترَّجلِ الموتُ الجبانْ

والبحرُ يرحلْ

عند َ التقاطُعِ يختفي

وينتظرْ ،

لتمرَّ قافلةُ الجيادِ المسرعة ْ

لتمرَّ تلك َالأشرعة ْ

ليمرَّ سيفٌ لمْ يكنْ في غمدهِ

ليمرَّ قنديلُ الأمومةِ في الموانئِ والحدودْ

البحرُ يرحلْ.....

***

والقلبُ عادَ ليشتعلْ

والظفرُ يمسك ُ خارطة ْ

والأخضر ُ المنثورُ في كف الزمنْ

يتفجَّرُ البعدُ الكريهْ

وتلتوي الساعاتُ في وقتِ السفرْ

البحر...ُ آه....

أواهُ يا قرطاج ْ ،

أواهُ يا شطَّ العربْ

أواهُ يا بوابةَ المنفىْ

البحرُ يرحلْ......

***

يتدَّفقِ الجسدُ المباحْ

واللّونُ يكتبُ عندهُ

تتحَّولِ الأزمانْ

والدمعُ يصبحُ في المساءِ قصا ئدا

وقلائدا..

وقوافلُ الأسماءْ

تتكلمُ الأشلاءْ

والعدُّ يبدأُ من عيون ِ الأنبياءْ

وتعودُ للوجهِ الحدودْ

وتصيرُ في القاموسِ قنديلَ السفرْ/

جاءَ الصليبْ

لكن جلجلةَ المسيحِ تكونُ قبلَ الارتحالْ

وتكونُ ساعاتُ التَّفرُّدِ

عندها / تتقطعُ الأوتارْ

وتعودُ أبياتُ الحنينْ

والعظمُ يصنعُ غصنَ زيتونِِ وجمرْ

واللحمُ يصبحُ خبزَ عشّاقِِ وخمرْ

والروحُ تنشدُ من جديدْ

وتموتُ أسوارُ الحديدْ

ويقومُ لونُ الانتماءْ

البحرُ يرحلْ؟....

***

فجأةً ،/ تتحولُ الكلماتْ

وتقومُ كوفياتْ

وتحلقُ الأمواجْ

مثلَ السنونو سوفَ نفترشُ الفضاءْ

في لحظةِِ كان الشراعُ يعودْ

ما عادَ يصبرُ أن يحنَّ عليه صبّارُ الحدودْ

ألقى ببوصلةِ الرياحْ

ورمى المجاديفَ العتيقةَ من سماه ْ

سيكونُ عند الثانية ،

ما اعتادَ تأجيلَ المواعيدُ الكبيرة ْ

ستطير أصدافٌ وكثبانٌ وحورْ

ستسابق اللحظاتْ

فاليومَ ما عادتْ هناكَ محرَّماتْ

والاختصارُ يصيرُ فنّاً ممكنا

البحرُ عادْ...........

***

أمواجهُ عادتْ برغمِ الأشقياء

وترابهُ المغدورُ أمسى قافلةْ

بوركتِ ياتلكَ السُّفنْ

ستصيرُ أيامُ التعبُّدِ أحجية ْ

ويكونُ كلَُ العوسج البريُّ زهرا منتفضْ

ستعود ألوان الربى

والخضرةُ الأولى تعودْ

ثمَّ تصبح معجزةْ

ثمَّ تشتدُّ انطلاقا في الوتينْ

***

أواهُ يا قرطاجْ

لو أنَّ كفيكِ المضرجتين تنتفضُ الغداة ْ....

لو أن إكليل الزهورِ يصيرُ أقدارا...

أواهُ يا شطَّ العربْ،

ْأواهُ يا موتَ العرب.......

أيمن اللبدي

18/4/1988

الرد على هذا المقال

نسخة من المقال للطباعة نسخة للطباعة
| حقوق المادة محفوظة ويمكن الاقتباس والنقل مع ذكر المصدر|