وطني هناك

وطني هُناكْ

وطني المحاصرُ بالجراحْ

وعلى مسافة أربعة ْ

وعلى مسافة مذبحة ْ

ويمدُّ كفيهِ إليًَّ من بعيدْ

يرتديني من جديدْ

وطني هُناكْ

ذاك الطريقُ عِرُّ في بيارتين وفوهة

ويستقيمُ على الزنادْ

ويظلُّ يركضُ عند آلافِ السنابلْ

وطني هُناكْ

ذاك الطريقُ يمرُ في دميَ المراقْ

وطني هُناكْ

ونلتقي

بين الجراح ِ على الدماءْ

بين التشتُّتِ و التفتُّتِ والفناءْ

ونستمرُّ

ونستمرُّ مدى العناءِ / مدى الوفاءْ

وطني هنُاكْ

وعلى الطريق تشعُّباتٌ وانحناءْ

وطني هُناكْ

قدرُ الأباة ْ

ووصية ٌ نحو الولادة ِ في السماءْ

نحو الكرامة ِ/ والرجولةِ / والبقاءْ

وطني فداكْ

وطني هُناكْ

وطني يظلُّ الفوهة ْ

وطني يظلُّ القنبلة ْ

ويمتطي ظهر الترُّقبِ والقلاعْ

وطني هُناكْ

بيارة ٌ / أنبوبة ٌ / ماسورة ُ / طورُ التفتُّح ِ والضَّياعْ

وننتصرْ

رغم المذابح ِ والمشانق ِ والرقاعْ

و الدموعْ

و الجراحْ

والضياعْ

وطني هُناكْ

من خلف ِكيس ِ الرملِ لونُ الانتباهْ

قد حانَ وقتُ البذلِ حانْ

ومدى المواسم ِ زهرتان ِ وقنبلة ُ

ونستقرُّ على الدروبِ على المماس ِ على القطاعْ

وعلى امتدادِ الدورتينْ

قدرٌ يظلُ على الأحبةِ والرفاقْ

وطني هُناكْ

في امتدادٍ واعتدادْ

كوفية ُ الرجل العنيدْ

كوفية ٌ الوطنِ المجيدْ

وطريقنا المرُّ الطويلُ إلى المخاضْ

فكيف نختصرُ الطريقَ و لا نمرُّ في الرمادْ؟!

كيف تنشطرُ الموانعْ

أبغير دمٍ وزنادْ ؟!

لا يكونْ

فامددْ بكفك كي نبايعْ

وامددْ عيونكَ كي نباركْ

في البيادرِ و المواقع والشوارعْ

هناك نحنُ

ولن نعودَ إلى استلالٍ وابتعادْ

وغداً نحط ُّ رحالنا

وغداً نعودُ إلى الوطنْ

وغداً نقيمُ نشيدَنا وصلاتنا

فامددْ ذراعكَ لن يكونَ الارتدادْ ...

أيمن اللبدي

24/12/1982