{env}

الصفحة الأساسية > يوميات > آراء في تجربة أبي الحسرة

.

آراء في تجربة أبي الحسرة

الثلاثاء 14 نيسان (أبريل) 2015

يوميات أبي حسرة الأيوبي

" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم "

قصيدة الكولاج

2003-09-05

JPEG - 8.3 كيلوبايت

1

قرأت قصائد الشاعر أيمن اللبدي ولكن بشكل متناثر وحبذا لو تصلني مكتملة .ولكن الملاحظة الأولى أنني استمتعت بقراءة التفاصيل السياسية في حياة (أبي حسرة) ولكني لست من محبذي قصيدة التفعيلة الحرة لأنها توحي بلهاث عبثي خلف القافية .أما بخصوص المضمون فهو متنوع بصورة كاريكاتورية ،لهذا أنا مع تحويل النص إلى نثر ومتابعة تفاصيل أعمق لأبي حسرة .أما عن القصيدة الحديثة الكاريكاتورية فلم يقدم الكاتب لنا مبرراتها الفنية في بحث يطرح عبر الموقع أو مواقع أخرى .وبهذه المناسبة أوجه عنايتكم لتجربة فلسطينية مهمة وهي تجربة الشاعر حسين البرغوثي الذي أتانا بقصيدة الكولاج في كتابه الشعري "مرايا سائلة" عندما قام بتسييل كافة فنون الكتابة في شكل فني واحد ،أطلقنا عليه "قصيدة الكولاج".
..إلى مرة أخرى،

2

غياب الناقد الجاد والمجتهد جعل التجارب وكثير من الإبداعات تظللها الستائر والغياب . وعاش الناقد في قصره حاملاً صولجانه البرجوازي، يطلق الفرامانات والتصريحات منقذاً فلان ، وشاطباً آخر ، ومغرقاً الكثيرين.

لهذا قلنا أن النقاد يعيشون في قصورهم بعيدا عن الناس أولاً ومغتربين (حالة إغتراب)عن النصوص التي ينتقدونها. تماماً مثل إغتراب الإنسان عن آلة الكمبيوتر التي تفوقت عليه. لقد تفوق النص الأدبي على ناقده. فاغترب عنه. وحام حول وهج إبداعيته كالفراش الذي دار حول ضوء شمعة.

أين أنت أيها الناقد ،أناجيك أن تتعمق أكثر . هذه التجربة (التجربة اللبدية )تستحق الاهتمام. هي غريبة عجيبة وجريئة في آن. ولكنها تسحق الإلتفات والاهتمام.

قصيدة الكاريكاتور ،مثلها مثل تجربة "قصيدة الكولاج"عند المفكر والشاعر الفلسطيني حسين البرغوثي ،، أدانها الجميع عندما ظهرت على السطح إلا الشاعر محمود درويش . فنضجت التجربة وترعرعت على مدار 20 سنة. والآن أصبح شعر البرغوثي يهيمن ويسيطر على ذهن وعقل وقلب الشعراء الشباب. أعتقد ،أن تجربة اللبدي تستحق من نقادنا صبراً وجلداً أكبر ، قبل رجمها بالطوب (الحجارة). هناك من يرغب في التجاوز. و "التجاوز " حق لكل مبدع شاب. فرمي القفازات أمام النقاد هي دعوة تحدٍ ودعوة للتفاعل.

قد تكون هذه التجربة اشتقت نظريتها ونظرتها في الشعر . وقد تكون بحاجة إلى إنضاج وطبخ أكثر. ممكن أن نقول ذلك دون التوهان في تحميل الأديب أكثر من طاقة الإبداع والخلق. نحتاج لقليل من التأني والترو في دراسة "التجربة".. هي مشروع قيد الاكتمال، قد يكتمل وقد يسقط ، وهنا دور النقد والنقاد ، وسؤال الذات :هل نحن بحاجة لتجريب جديد ،وتجربة فلسطينية فريدة من نوعها أم لا؟ وهنا نسأل أيضا عن وظيفة النقد بالأساس ، أهي البحث عن المعنى (على حد تعبير أدونيس) أم قذف الأعمال الجديدة بالحجارة. إنها دعوة للدارسين والنقاد للعمل.. والبحث عن إمكانية رعاية وتشذيب وتطوير هذا النوع(الشكل) الفني الجديد في الشعر .

لنعمل معاً من أجل الجديد الذي قد يكون فيه تجديد(بمعنى تجاوز) لتجارب سابقة من المتنبي حتى درويش . فالشعر في "أزمة" وهناك سقوف وضعها كلاهما(المتنبي ودرويش) ، ولا أحد استطاع قول "لا" والخروج عن السقف المألوف . السقوف "لها سطوة النص المقدس" في ظل اللا قداسة .

"أخرق " يا أخي ! "أخرق" النص شبه المقدس . و "تجاوز" ولا تأبه

- تيسير مشارقة

يوميات أبي حسرة الأيوبي

" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم "

ليه يا بنفسج بتبهج وأنت زهر حزين

31-08-2003

إلى الصديق الشاعر ايمن اللبدي

JPEG - 1.9 كيلوبايت

لا تحزن يا أبا حسرة الأيوبي،فلكل حسرة متعة،ومتعتك في كلامك الذي يعيد بسمتك في حزنها،كأنها زهر البنفسج،الذي أنشد له قديما المغني المصري صالح عبد الحي* : ليه يا بنفسج بتبهج وأنت زهر حزين؟. .

نعم البنفسج يبهج وهو زهر حزين،لأنه أن بقي عابسا وحزينا ستقضي عليه الأحزان والمآسي،لذا فتكون ردة فعله بالبهجة،وأنت يا أبا حسرة الأيوبي،كن مبتهجا حتى في أسوأ الحالات،ولا تسلم مفاتيح الفرح والسعادة للحزن الذي يدهمنا من كل صوب،ولأنك الأقوى في زمن الصمت،تتحدى بقلمك الموت بلا كلام،وتكتب الحياة بدم إنسان يحب الحياة.

لا نريدك أن تعد السهام ،بل كن أنت سيد المواجهة،بصوتك الذي يدوي فوق حواجز الصوت وجبال الصمت. فالحياة ليست دائمة وأذكرك بقول جدتي وجدتك،ما الدايم إلا الله.. فجدتي ودعتنا قبل أعوام وانضمت للذين قضوا حياتهم يعملون من أجل جنة ألله،فرحمة الله عليها وعلى جدتك في الموت وفي الحياة.

هل بقيت الحياة على حالها؟

هل عادت فلسطين من ترحالها في مكانها ؟

فلسطين باقية على حالها،وسكان الأرض يبقون على وجه الأرض حتى تبتلعهم تلك الأرض مع ما فعلوه وما صنعوه من أعمال، وحياة الفلسطيني لا بد أن تكون زاخرة بالسفر والترحال،من المحيط ألى الخليج ومن البحر إلى البحر،وخلف المحيطات ووراء البحار وفوق النخيل والزيتون والتين،حياة الفلسطيني ليست تيه كما تاه شعب الله المختار"المحتال"، الذي يدعي أنه شعب إسرائيل ،ومن أين جاءت هذه التسمية ومن أين جاء هؤلاء الأوباش،المغول الجدد،ورثة حقد يهوشع وأسفار الموت والقتل والعذاب،حيث التفرقة العنصرية والعرقية والدينية،وحيث لا مكان سوى للغة الدم والقتل والإجرام.

نعم فلسطين باقية طالما بقي هناك على وجه الأرض فلسطيني يحمل هم شعبه وراية قضيته ،وباقية طالما عاشت الفكرة واستمرت القضية وتعاظمت الأفعال الجهادية،وهي باقية بكل تأكيد، أما دعاة السلام الزائف،هؤلاء لا بد إلى جهنم وبؤس المصير.

تحت عنوان أسير فلسطيني يحصل على درجة الدكتوراه كتب رومل شحرور السويطي في عرب48، لأول مرة في تاريخ الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال منحت لجنة جامعية عليا درجة الدكتوراه للأسير ناصر عبد الجواد الذي يمضي حكما بالسجن 12 عاما بتهمة مقاومة الاحتلال.

أليس هذا من أيام السعد الأيوبية يا أبا حسرة ؟

أليس هذا الخبر بمثابة انتصار للحق على الباطل وللعلم على الجهل وللأسير على السجان ،ولفلسطين العربية على إسرائيل الصهيونية ؟

نعم أنه انتصار الأسرى على زرد السلاسل وقضبان الحديد وبطش السجان وإرهاب الإرهابيين.

أنه انتصارنا على عجزنا في حالات معينة ،حيث لا نستطيع فك قيد الأحبة في السجنين الكبير والصغير،في معتقلات وسجون إسرائيل العديدة وفي المعتقل الفلسطيني الكبير الموزع على كل مدن وقرى ومخيمات فلسطين. لكن في النهاية ينتصر الدكتور الأسير المناضل ناصر عبد الجواد،وتنكسر السياسات التي قادت شعب فلسطين لمثل هذه الأيام السوداء،حيث السياسي الذي لا يفقه من السياسة سوى التياسة وحيث الثقافي الذي لا يفقه من الثقافة سوى كيل المديح للسلطان ووزير المال.

في حالتنا الفلسطينية ،في مدارسنا النضالية يخرج الفدائي من سجون الاحتلال مثقفا ثوريا ووطنيا،أكثر صلابة وجدية و استعادا للعطاء والفداء،لأنه يخرج من السجن الصغير إلى السجن الأكبر،حيث تعتقل كل فلسطين في قفص حديدي اسمه كيان إسرائيل. ويبدأ الأسير المحرر رحلته من جديد،يعمل بكل جد من أجل تحرير رفاقه وأخوته من معتقلات وزنازين وسجون الاحتلال،يكافح من أجلهم، فحريتهم من حرية فلسطين،ولا حرية لأي كان إذا بقي السجن والسجان،ولا حياة هانئة لأي إنسان إذا استمر الضيم والظلم والطغيان،فعدالة القضية أقوى من إرهاب الاحتلال والاستيطان،وأمتن من علاقة الصهاينة بالأمريكان.

فالسجن مدرسة من مدارس تنظيم وتطوير وعي المعتقلين والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني،وقد خرّجت الحركة الأسيرة آلاف من الأبطال الفلسطينيين الذين تمت تربيتهم تربية فكرية ووطنية سليمة،فكان المعتقل يخرج من السجن منظما تنظيما جيدا ومعدا أعدادا وطنيا عاليا، نستطيع القول أنه يعود من الأسر أفضل مما كان عليه قبل اعتقاله.

هؤلاء السجناء يبتسمون رغم حزنهم ويستمرون كالسنديان رافعين رؤوسهم عاليا مثل النخيل في سماء العروبة،وكما البنفسج الذي غنينا له مع من عنى للحزن والابتسامة وللفرح والاستقامة..

لكل شعب حسراته ولكل أمة حسراتها ولكل إنسان حسرته وحسرات أبو حسرة الأيوبي هي حسراتنا كلنا،من فلسطين والعراق حتى المغرب والبلد الأمين..

- نضال حمد

يوميات أبي حسرة الأيوبي

" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم "

أبو حسرة و حنظلة يشربان القهوة المرة بصحبة أيمن اللبدي

14-6-2004

JPEG - 4.6 كيلوبايت

لم يمت حنظلة ناجي العلي, أطلقَ الفنانُ الراحلُ قبيل وفاته زفرةَ عز طويلة, كانت الزفرة في سموها الناجي تشبه عواصف صديقة, في مرمى الإحياء و العهد و الانبعاث.

و كان الأوفياء على الطريق الواحد, يلتقطون المعدنَ النفيسَ, و يقرأون في حب و انتماء وصايا الريح الفلسطينية الشجاعة, الصادرة عن تلك الزفرة الناجية الملائكية و رسومها التي من نار الرؤية الثاقبة و مداد المواجع الصادقة.

من بين هؤلاء الأوفياء, انبرى شاب فلسطيني يدعى الشاعر أيمن اللبدي, و صنعَ من شظايا همومه و من صلصال مخيلته و ألوان بصيرته, صرخات و كلمات هادفة, ارتدت جميعها ملابس الألم الرائي و ملامح و سمات السناء الملتزم و اتخذت لها إسماً واحداً في المشترك الكفاحي الوطني الفلسطيني, هو إسم أبو حسرة.

فرحَ حنظلة العلي, تحركَ فيه حبق الزمن الصدامي الأول, انتشر عطره على مساحة خريطة عربية جريحه بأسبابها..أدرك حنظلة أن قوة الحياة في شرايين الفجر الفلسطيني و صقوره و أبطاله أكثر تأثيراً من طلقة غادرة..

عرف حنظلة العلي أنه ليس وحيداً..رأى إلى مشروع أيمن يكبر, يقطف زهور الطموح من حدائق البلاد, ينحني على غصن البداية يقبله..يمسح عنه ما علق به من حسرات و عوسج للظلام الغاشم المحتل..

تقدمَ حنظلة من أبي حسرة..جمعَ وقته إلى وقته...مدَّ يده إلى يده, سارا معا في دروب المواجهة الجريئة و النقد الموضوعي البناء..طالبا معا بعقد محاكمة علنية للفاسدين, لصوص المبادىء و قوت الشعب و الإسمنت..أصرا على كشف اللثام عن وجوههم الإسمنتية..

كان أيمن..يرقب الصديقين الجميلين الساخرين, أخذَ يسخر معهما من أعداء شعبه على مختلف جهات القهر والخزي والفساد والاحتلال والاستبداد ، و لدَ أبو حسرة قمراً صاخباً معافى..من صرخة في ضلوع أيمن..انطلق يرسم الحسرة صوتاً, كلمة, و صورة..

أبو حسرة يمثلنا كشعب فلسطيني, و يلقى بظلال حرقاته و مكابداته على الأرض العربية, و لأنه كذلك..نشاهده في بغداد, في القاهرة..في بيروت..في دمشق.. في عمان , في الخليج العربي, في المغرب العربي..نراه في شتاتنا و منافينا, فنتحسر!

لو جلتَ في جنين
أو مشيت في صبرا
و دخلت العناوين
يكبرُ أبو حسرة..
جرحه ميادين
و صهيله جمره..

أليسَ عجيباً, بعد كلِّ هذه الخسارات و الحسرات و الحصارات, و الانحناءات و الإلتواءات و السخافات الرسمية, أن لا تنبثق عن غصاتنا شخصية مثل شخصية أبو حسرة؟

..

- سليمان نزال-الدانمارك

الرد على هذا المقال

نسخة من المقال للطباعة نسخة للطباعة
| حقوق المادة محفوظة ويمكن الاقتباس والنقل مع ذكر المصدر|