{env}

الصفحة الأساسية > مدونة > لا باب إلا الرّصاص...

.

لا باب إلا الرّصاص...

الأربعاء 15 كانون الأول (ديسمبر) 2021

قبل ستة أعوام انفجرت الموجة الثانية من الانتفاضة الثانية التي اندلعت في العام 2000، وبعد عقد ونصف أخذت هذه الانتفاضة شكلاً جديداً مختلفاً تماما، وكان الأمل أن تكون هذه الانتفاضة هي «انتفاضة التحرير» والانتفاضة الثالثة فعلاً بشمولية وزخم، لكنها بقيت موجة ممتدة صحيح ولكن متقلّبة.

في الواقع هذه الانتفاضة التي اندلعت في العام 2015 وتفنّن الناس في توصيفاتها من هبّة إلى وثبة إلى استخدام توصيفات انتفاضة القدس أو انتفاضة الأقصى أو انتفاضة البوابات الاليكترونيةأو الشبابية أو انتفاضة التحرير وصولا إلى توصيف العدو الأخير الذي قبله لها بتسميتها« انتفاضة الأفراد»، بل وحتى استخدام عملياتها الانتفاضية تحت ذات التسمية.

من حق الجمهور الفلسطيني أن يفهم لماذا قصّرت الفصائل الفلسطينية عن دعم هذه الانتفاضة مهما كان اسمها الأخير الذي سوف ترسو تحته التسميات العائمة، وهل السبب في هذا التلاطم نفسه هو واحد من تقصيرات هذه الفصائل أو هو مادة زائدة على موضوع التقصيرات المتعددة المسجلة والواضحة أيضا.

ممكن أن نتفهم موقع بعض الفصائل الجهادية المحاصرة بسبب معلوم للجميع وهي قد تعذر في جزء من هذا سيما وأنها تحمل عبء المقاومة التي خاضت ثلاثة حروب وتخوض الآن الرابعة كحرب جهوزية واستعداد، لكن فصائل أخرى في منظمة التحرير طالما استخدمت موّال المقاومة الشعبية والاحتجاجات الشعبية، وخاصة اليسارية منها، لم يخطر في بالها أن تكون قاعدة تجميع وتنسيق ولا نقول تزخيم فهذا ربما يتجاوز قدراتها، لكنها فضلت أن تكون في موقع السماع وكأنها ليست جزءا من حركة تحرر وطني، بل هي مدعوة لسماع اوبرا «شبابية» في مسارح شوارع الوطن المحتل...

الانتفاضة الشبابية التي صنعها الشباب بدءا من الحراك الشعبي الشبابي المقدسي ومرورا بشباب الداخل المحتل في حركة أبناء البلد وما بينها قطاع عريض من الشباب الفلسطيني العابر للفصائل والفصائلية، كانت تستحق بالرغم من كل الأعذار عند أصحابها بعض الدعم بما احتاجته ولا زالت تحتاجه، وهي في نفس الوقت الطريق والممر الاجباري لتحقيق هدفين لا يمكن التساهل فيهما من أي فلسطيني: قطع الطريق على تدنيس المقدسات وتهويد القدس وقطع الطريق على تفشي الاستيطان وتحوله إلى مرحلة القتل في الضفة المحتلة فضلا عن الخنجر الدائم في مسألة الأسرى.

على كل حال أثبت الواقع بشكل لا لبس فيه أن الطريق إلى كنس العدو من الضفة هو ذاته الذي كنسه من غزة، الانتفاضة فقط هي التي تحقق ذلك، وحماية الارض المحررة وزيادة مساحة التحرير، كما كانت دائما بالقوة العسكرية الجاهزة، أو بكلمات أخرى بسيطة يفهمها القاصي والداني، من سجن العدو :لاباب إلا الرصاص، ولا نافذة إلا الحجر...

الرد على هذا المقال

نسخة من المقال للطباعة نسخة للطباعة
| حقوق المادة محفوظة ويمكن الاقتباس والنقل مع ذكر المصدر|