{env}

الصفحة الأساسية > مدونة > أشعة غزة

.

أشعة غزة

الجمعة 23 شباط (فبراير) 2024

أتوا بجده بالقارب قرصنة من افريقيا، باعوه عبدا وساموه الخسف، قتلوا من نسله مثل رفيقه ابن البلاد، ثم وضعوه علی منصة في ناديهم الذي سموه محلس امن، ليقول عنهم، نرفض وقف القتل، ونريد مواصلته هناك٠
يقف امام كاميرا حاملا مذياع، ويردد قصفت الطاٸرات، وشنّت غارات، كأنه في حرب، وصاحبه في الاستوديو يحمل قلم شاشة ليرسم دواٸر وخطوط، والقصة كلها تختصر في جملة واحدة لا تتغير، قتلت القذاٸف ماٸة من الاطفال والنساء، هدمت عشرين بيتا وخيمة، كلهم جياع وعطشون ولا يوجد ضماد ولا كفن٠
يجتمع واحد او اثنان او ثلاثة، يرددون جملة واحدة، القتل يجب ان يتوقف، الغذاء يجب ان يصل، ما يحدث جريمة ابادة، تصورهم الكاميرات، تنقل الشاشات اقوالهم، تحت بند مفردة عاجل، ولا قيمة لعاجله ولا آجله، فلا يضيف كلامهم شيٸا، ولا يغيّر شيٸا، ولا يوقف قتلا ولا جوعا ولا يتم نقصا، وليت يفتح طريقا، ولا يوفر حماية، وهم لا يفعلون اكثر مما قالوه٠
تصرخ مستجلبة من نقطة علی خارطة العالم، الی ما لم يكن لها ولا فيه ما يمت لها بصلة، غير كذبة او نصف كذبة، لتقول سنقتل ونذبح ونطرد وهي سعيدة بما يقترفون، ويسمع العالم فلا يقطع لها لسان، بينما يستمر كثير من عبدة الشياطين، بما يفعلون في طريق الشياطين وخدمتهم، ثم ان قال صاحب البيت هذا بيتي قالوا جوقة واحدة، هذا ارهابي!
يموت الناس، فينتقلون من المشاهدة الی البرزخ، هكذا يعتقد الناس هناك في فلسطين، ممر زجاجي طويل، علی يمينه المصير النهاٸي المنتظر، حيث جنة او نار او اعراف، وعلی يساره يشاهدون من لا زالوا هناك فيما كانوه، حيث القاتل والمقتول والقتل والاختبارات، لكن هٶلاء القادمين من فلسطين وغزتها وقدسها وترابها وبحرها وسماٸها يأخذونهم فوق البرزح، ويستقبلونهم في جنان اولها كجنتهم التي جاٶوا منها، فيستبشرون بمن بقي في اولاها، فيحسدونهم اهل البرزخ، هكذا يٶمنون، ولهذا يقول من بقي منهم، الحمد لله فيما اختار لنا، ولهذا يسخرون من ذلك العبد الرافع اصبعا بالفيتو، وتلك القاتلة المتبجحة بقتلها، وهٶلاء العجزة الذين تنقل الشاشات عاجل حديثهم، ويشفقون علی من يظن انه يعد قتلی، وهو يعد مواكب سكان الجنان٠
لا يفهم العبد ذلك، لا يفهم المصرِّحون هذا، لا تفهم القاتلة هذا، لا يفهم الآخرون الا قليلا، لذا هم لا يفهمون صمود غزة ولا بقاءها ولا عزمها رغم كل ما حدث ويحدث٠
كل الصور، كشفت كل الدواخل، حتی بدت مثل البلور، كل البشر تعرضت لاشعة اكس، لا بل اشعة غزة، لم يعدهناك من خبايا، ولم يعد من اكمة٠

الرد على هذا المقال

نسخة من المقال للطباعة نسخة للطباعة
| حقوق المادة محفوظة ويمكن الاقتباس والنقل مع ذكر المصدر|