{env}

الصفحة الأساسية > مدونة > قليل الدسم ٠٠٠

.

قليل الدسم ٠٠٠

الثلاثاء 20 شباط (فبراير) 2024

يجتهد الموت، ولا نقول السامة، يبدو أن هذا التوصيف لم يصل بعد أسماع جامعي الأخبار الأمريكان في الاقليم، في محاولة قطع الطريق علی مشروع قرار الجزاٸر في ناديهم المسمی مجلس الأمن، فيقدمون مشروعا لهدنة بدلا من قرار الجزاٸر بوقف النار٠
الذيل الامريكاني الطويل والمجعّد والكالح والهرم ووجه (البهادل) الداٸمة، هل عرفتموه؟
نعم انها اوروبا، ايضا نقصد حكوماتها ومحركات امرها، ولا نقصد شعوبها التي هي ايضا فاقت ونهضت، اكثر مما فعل الملياران الا قليلا، فلا زال لدينا حسم واضح علی قصة المليارين، فمن هم في الجبهة الان يساوون ربع هذين المليارين، تعد ايضا لقرار من ٢٦ دولة لصالح قرار اليانكي اياه، واظن امريكا كانت تريد صنع ذيل ثان لها من الدول الاسلامية، لكنها فشلت للتو، فامريكا ليست تنينا٠
نحن لا نكره شعبا، ولا نعني الشعب الأمريكي عندما نصفه بالموت، بل نعني الادارة ومثلث تحريكها هناك، فالشعب الأمريكي كان للتو مغيبا عما يفعله المجرمون باسمه، وكانت تستطيع صاحبة الحرب استخدام فيتو كما فعلت داٸما، لكنها تحس الآن أن أهدافها مهزومة، فتلجأ للحيلة٠
ويبدو ان هذا الموت اليوم، ينسی ان سمه سيلعن سنسفيله، فهو يظن انه يناور، لكن بن كفير وترتش يسوقان ثعلبهما المجرم نتن، ليعتدي علی الأقصی في رمضان، والف قرار وقف اطلاق نار لن يوقف الباصات طاٸرة السقف قريبا٠
في أسخف ما قد يسمعه بشر معاصر، ان العالم يحتاج محكمته الدولية في استشاره حول شرعية الاحتلال او حول نسبية اجرامه، والقانون الذي سبق وجود هذه المحكمة، وقام أصلا ليحرم ويجرم اي احتلال في الدنيا واضح وصريح، وبدلا من الذي توجب ان تصدره مع قرارها السابق بوقف المجرم، تناقش اليوم الاحتلال وشرعيته!
في الدبلوماسيات مدارس، هناك من عرّف الدبلوماسية، بفن ابتلاع الاهانة، وشواهد هذه المدرسة ممتلٸة بكل مكان، وهناك من يراها التعبير عن الحق بافصح لسان، هكذا فعل فخامة الرٸيس البرازيلي شقيق الروح، وهكذا يقول العقل المغيّب للعدالة والتنمية التركي احمد داود اوغلو، بيد انه يصف ما فعل سليمان القانوني، وقد تغيب عن الذاكرة، انها ارث كامل، بدأ من هارون الرشيد والمعتصم الذي كتب:الی كلب الروم!
لن اتفاجأ ان طلبت بعض شعوب الاقليم يوما السماح لها بانتخاب رٸيس من قارة أخری، فما زالت افريقيا الشقيقة وامريكا اللاتينية الشقيقة (العود)، ترينا نماذج يصعب معها ابتلاع اوضاع باٸسة كثيرة حولنا٠
يحس الفلسطيني اليوم، ليس فقط ان ظهره مسنود لمقاومات شقيقة فتية، بل يحس انه لأول مرة في حياته يذوق معنی ان يسنده جيش عقاٸدي قادر في يمن العزة اصله واصل كل قصة العرب والعروبة، فان كان سانده الاصل فلا يهم باقي الفروع، وحكايته مع جيوش العرب، متأرجحة، فهو مزدوج ومحشو الذاكرة لحد بعيد ٠
مثلا، في ذات الوقت الذي ذكر للجيش الاردني مثلا، تسليم اللطرون والقدس، بسبب جلوب باشا وقيادته رغم ابلاء الجندي العربي، يذكر له بأس الجنرال مشهور في الكرامة، ومثله العراقي الذي يذكر له قصة ماكو اوامر، يذكر له قصف البقرة المقدسة بالاربعين صاروخا الا واحدا، واليوم يری له قصف ما تطال صواريخه، بالضبط كما يذكر لجيش مصر تدريبه فداٸيي غزة، وجمال وفعله، ورجله مصطفی حافظ، واليوم يری منهم قافلي ممرات الماء والدواء، وبعض سماسرة المعابر!
بعضهم قد يستغرب لم لا نذكر الجيش السوري في التداعي الذهني هذا؟
وانا لنفسي اعتبر الجيش العربي السوري هو اصلا جيش فلسطين كان وسيبقی، ولو انه منهك الخطی، ثقيل النفس بعد عشرية طحن، مستعملا كلمات ابو علي جولان ، الشهيد أبوعلي إياد (منا وفينا)، وكلمات الشهيد أبو عمار( شاء من شاء وأبی من أبی)
يصرالصديق المبدع ابراهيم علوش في كتابته جملة، علی ان الأمل عريض بالشعوب العربية والشوارع العربية، وعلينا ان نشجعها علی ما تفعل، ونطلب ونساعدها في مزيد العطاء، وان لا نلعنها فنخسرها، طبعا يقصد التي في انفصال عما يجري، ومثله يفعل كثيرون، ومنهم خاله المفكر العضوي النوعي، المعلم منير شفيق، ويستبشرون بمن لم يلحق بعد خمسة شهور من الاجرام التلفازي، ومثلهم نفعل بأمل قليل الدسم في هذه الحكاية، وندعو ان نكون مخطٸين٠

الرد على هذا المقال

نسخة من المقال للطباعة نسخة للطباعة
| حقوق المادة محفوظة ويمكن الاقتباس والنقل مع ذكر المصدر|