{env}

الصفحة الأساسية > مدونة > حيَّ على فلسطينْ....

.

حيَّ على فلسطينْ....

الجمعة 8 حزيران (يونيو) 2018

أولئك الذين ظنّوا أن عامل الزمن يلعب لصالحهم واهمون، هم مرضى بالوهم ومرضى بكفران منطق التاريخ معاً، وهم مرضى بغباء المعادلة مثلما هم مرضى بكفر مدلولاتها.

أولئك الذين هم مذبوحون بأخزى أنواع الصمت والنفاق، مغطّون بعار الجريمة وما خلفته من ثقوب في ما تبقى من إنسانيتهم وضمائرهم، مثلما هم شركاء جرائم الأمس ونخّاسو جرائم الحاضر.

أولئك الذين تنكّروا لأقدس ما في عنفوان قضيتهم، هم ديدان وطحالب محطةٍ لا أكثر، ولا يتبقى من درنهم إلا ما يبقى من مرورهم، وهم ليسو “جزم المرحلة” كما قلت يا نبيَّ الشهداء، بل هم أدنى من غبار هذه وأحقر شأناً.

ثلاثة نفر، بعض يوم وبعض ساعة، ولن تدري أين المفرّ ...

هذه هي الخلاصة، وهل تنبيك مثل رصاصة ؟!

أما هؤلاء الذين هم على ذاكرتهم وعهدهم قابضون، فهم شهقة السماء ورحب صدر أرضها، وهم نور ما لم يجد له نورا، وشفاء من لم يجد له ذخرا، وعشق من بات على قسمها صبرا.

وأما هؤلاء الذين هم صدورهم جنّة، وفي أغلى أمنياتهم جنّة، فهم ظهر الحمى وصدر البر والوفاء، تقوم على خطاهم الفرسان والنبلاء، وهم أبناؤها مثلما هم رحمها وطابت الجاريات في الأنداء.

وأما هؤلاء الذين هم في غيب الأرحام، فهم سادة الغد وحفظة الوصايا والأختام، لا يكذبنّ خبرهم، ولا يغلقنّ يومهم، خارجين من ضحى الأمشاج، مشعلين في غدها القريب سراجها الوهّاج.

ثلاثة نفر، على مدِّ الزمان البصر، بغيرهم لا مقام ولا مستقرّ..

باقون ما بقيت الساعة، وناصرون ومنصورون بالوعدِ للجماعة.

فلسطيننا فلسطيننا، لا ينقص منها حرف، ولا تقبل فيها لحنَ حيفْ، عائدة سائدةْ، واجبة ماردةْ، لا تنالها جاحدةْ، ولا تخمدُ نورها حاسدةْ، عائدة دون ريبْ، مطهّرة القلانس والثوبْ، تسقط عنها العلائق، ولا يستقرَّ إلا عطر عاشقْ، طالَ ما طالْ، غيرُ ذلك محالْ، فلْيُلْهِ السادرينَ النفَلْ، في غيّهم وكفرانهم العجَلْ، فإن لها أبناءَها على الأملْ، يكتبونَ غدهم في حيَّ على العملْ.

الرد على هذا المقال

نسخة من المقال للطباعة نسخة للطباعة
| حقوق المادة محفوظة ويمكن الاقتباس والنقل مع ذكر المصدر|