{env}

الصفحة الأساسية > مدونة > في ال٥٩ ماالذي فعلناه؟

.

في ال٥٩ ماالذي فعلناه؟

الثلاثاء 16 كانون الثاني (يناير) 2024

هل ينفع النقد الذاتي قبل النقد ؟ وبم ينفع الآن؟
استعرض اكثر من اربعين عاما فتحاويا عتيقا٠ فاقف وأتأمل واسرح طويلا طويلا، ماذا أقول؟
أقول لولا كتاٸب شهداء الأقصی اليوم، لما حملنا قلما ولا كتبنا كلمة، ولا قوينا أصلا علی النطق والبوح٠
ولولا الأوفياء الذين يتمزقون في دواخلهم كل دقيقة لما كان هناك من سبب لاستذكار اليوم، ولا لمبادلتهم الكلمة والتحية، ولا حتی من حاجة لإضافة للقول مجددا : عاشت الذكری٠
لولا ثلة مؤمنة لكان حالنا محصورا في قفص (كنا وكان) كأرملة تتذكر محاسن فقيدها شيخ الشباب وتعيش عليها٠
بالمجمل، حالنا يكاد ينطبق عليه القول الشعبي، صام وقام وأفطر علی بصلة، ويا ليتها بصلة٠
ان تكسر قيد المذلة ثم تعيد لحامه بنفسك شيء غير طبيعي٠
أن تنجح بتحويل اللاجيء الفلسطيني إلی مقاتل من أجل الحرية، كان إبداعا وتطويع المستحيل بعينه، لكن أن تحول المقاتل من أجل الحرية الی موظف، ثم تقاعده بعد ذلك كان ابداع الشيطان في تخريب ما صنعت٠
أن تدخل منظمة التحرير بقوة بندقيتك وفداٸك وكرامتك، وأن تصدح بأن غبار بسطارك العسكري وبدلة الفوتيك خولتك بهذا عندما تلكأ الآخرون، فهو مسار التاريخ وقوة الحق، لكن أن تسوق حطام ذات المؤسسة لتصبح صنم التمر، فهي ردة النصاب ونصبة المرتد٠
أن تبني مؤسسات ترعی شؤون شعب مشرّد مضطهد مستهدف ممسوح عن خارطة الجغرافيا وخارطة التاريخ، وتقودها لتصبح وطنا معنويا تاما، من اتحادات الی مراكز ابحاث الی معامل تصنيع، الی مراكز توزيع وعدالة وتدريب وتحديث، وان تزج طاقات شعب بها وتولّد الفعل، فهو انتاج مسيرة، وتجسير الطريق، ولكن ان تحتكرها ثم تخربها ثم تحولها الی دكاكين قبل أن تهدمها جملة، فهذا اغتيال مؤكد للأمل والعمل والعرق والوصايا، وهو تخريب وتجديف وجنون٠
أما الانكی فأن تبني هياكل كرتونية تقيمها علی أنقاض الأولی بحبال واهية، تشطب منها نصف شعبك وتلقيه للمجهول هذا ان لم تتاجر به وتتآمر عليه وتلتقي قتلته وتبصق علی حق عودته وحق حياته الكريمة مع هذا القدر حوله، وتجعل هذه المزارع الكرتونية بصمة وشامة في الفساد الشامل٠
أن تتبنی مغامرة ومقامرة تقود الی ضياع تنسف بها كل ما قدمت، ولا تعتذر عما اجرمت، وتضع نفسك في خدمة من تآمر علی من حاول النفاذ والعودة عن الوهم، ثم تواصل الاوهام والالاعيب وتستخدم شعبا كاملا في طريق ثبت باكرا عقمه، فأنت تخون الأمانة وتستخف بالقسم والعهد٠
وتأني جملة الرزايا بعد ذلك حطما، تنسق وتتخابر وتعلن عن حل الجملة الوطنية الوحيدة وورقة التوت الوحيدة الساترة لعارك وشنارك،وتسجن وتحصر، وتراوغ المناضلين عن عقيدتهم وكفاحهم في سبيل تمكينك من صناعة ونسيج علاقات الحرام ومال الحرام ومزايا الحرام فهذه طامة المصاٸب٠
وما كسر كل صورة متبقية ، ان تخرج في اليوم الذي يوضع شعبك فيه بين سندان حصار ساهمت فيه، وتشظيات اولغت فيها ودفعت غيرك لها، وبين مطرقة عدو شعبك ونيران وفولاذ وحديده طيلة ايام وايام وانت تمارس الغياب المخزي والسفاهة العجيبة واللغة الخشبية المنفصلة عن الواقع وهول الكارثة المتواصلة علی مدار دزينة اسابيع، تراهن به علی عودتك فوق دبابة صهيونية دمرت وقتلت، فانت خرجت من الباب العريض لكل وطن ولكل وطنية٠
٨٢ يوم من القتل والسحل والدمار والجوع والعطش والجريمة التي هزت كل العالم والذي رشمته مكاتب وسفارات لتشرح القضية، فشرحت كيف تصنع مافيات ومع ذلك الفواق الكبير لم تري الا صوتا واحدا من الاف الموظفين ، ولم تجعلك هذه الملحمة تجمع هذه المسماة تنفيذية، وسماعك باقتراحات هنا وهناك جعلتك تسرع في مشهد كوميديان بشروط بلهاء ، لتقول انك تمثل شعبا لا يريدك بحال، ليس اثنان من الفلسطينيين بل ٩٠% من المستطلعين، يقولون جملة فصيحة،يقصدون بها مرحلة كاملة أخرجتنا من كل عقل وعن كل صبر٠
ما الذي فعلناه نحن بعجزنا، نعم نحن العاجزون وكل فتحاوي اصبح يحمل نفسه وضده،اصبتموه بالشيزوفرانيا، واورثتموه الذلة بعد العزة٠
هل بقيت مفردة واحدة من كراس الاسس او الادبيات لم تدنس؟
هل بقيت من خطيٸة لم تلج من أبواب الفتاوی المخادعة في ماهية النجاسة والطهارة والتذاكي عليها وما بينها؟
أجيبوا واسترسلوا٠٠٠!
لكن بقي ان نطلب من شعبنا الغفران والسماح، وان نطلب منهم ان يرحموا فكرة لاجل ماضيها، لا لاجل شياطين سوقها الذي باعوه قطعة قطعة، لاجل من تبقی من رجالها علی العهد والقسم الذي خبروه وعلموه عن اخوتهم الشهداء الذين مضوا بالالاف واسراهم الذين امضوا العشرات من السنين علی عهدهم صابرين وجرحاهم الذين ما زال بعضهم لليوم يحمل اوسمة الفخار والعزة٠
نطلب السماح والغفران لأنفسنا ان لم نستطع إعادة فتح الشعب الفلسطيني وبندقيته الی عهدها وما كانت عليه٠
لهذا فقط نقول عاشت الذكری، والمجد للبندقية وحاملها المقاتل للعدو، بهذا فقط تكون غلابة يا فتح، كما تفجر دباباته اليوم بغزة العزة، وبرفقة الازهار التي طالما حرصنا نحن وليس المرتدون ان تتفتح في حقل فلسطين وطريق الدم ونعم شركاء بالدم والقرار والمصير٠٠٠
والعهد هو العهد والقسم هو القسم٠٠٠

الرد على هذا المقال

نسخة من المقال للطباعة نسخة للطباعة
| حقوق المادة محفوظة ويمكن الاقتباس والنقل مع ذكر المصدر|