{env}

الصفحة الأساسية > مدونة > عزوتكم٠٠٠

.

عزوتكم٠٠٠

الثلاثاء 16 كانون الثاني (يناير) 2024

ردَّد مفتي فلسطين الأمين، الحاج أمين الحسيني، سليل الأسرة الفلسطينية الأعرق في مقاومة ومواجهة الاستعمار والهجمة الصهيونية الانجليزية، عام ١٩٣١ في اجتماع مٶتمر العالم الاسلامي المعقود بالقدس، جملة واضحة علی مسامع المجتمعين بمسری النبي، قال: فلسطين خافضة رافعة٠
قاوم الحسينيون وحاولوا ما أمكنهم، وجدًّد عرب ذلك الزمان فهمهم لهذا القول، فطعنوا فلسطين طعنة ظنوها نجلاء، حتی لا تخفض، فمسألة الرفع مكلفة لم يطقها أكثرهم، وفعلوها مع الشهيد أبي موسی عبدالقادر الحسيني في القسطل، ذهب لدمشق لما يعرف بمرجعية جيشهم المنقذ، والذي فقد نقطة في فاٸه، فأعطوه ثلاث بنادق و٣٦ طلقة ليرد بها هجوم العصابات في القسطل، فترك لهم ورقة بها سطران، بقيت حتی اليوم٠
ذهب المفتي الی غزة،ليعلن حكومة عموم فلسطين وليواصل الجهاد والمقاومة، فاحتاروا كيف يسكتون صوته، وقد انتزع بعضهم جزءا في المشرق، وآخرون جزءا في الشمال، وآخرون جزءا من جنوب الذبيحة، ولم ينفكوا في حصاره كما يحاصرون اليوم مقاومة شعبه، ويتركون بضع ايدي صغيرة، تحفر سورا لتمد يدها بكعكة هنا او علبة دواء هناك، ورفح كلها معبر، وكلها محصر، وحتی تركوه يموت في بيروت متحسراً، لكنه أبی الا أن يخط كتابا مرجعيا ليطّلع ابناء شعبه علی أصل الحكاية٠
خلال سبعة عقود غنی الشعب الفلسطيني لجيش مصري، وردد مع شعبها عندما كان يقول : مصر أم الدنيا، وأحب بعمق وشغف جزاٸر هواري حتی راوده عشقه عن قلبه ونياطه، وركض للعراق من كل وجدانه، ولم يجمع خارج هذا المثلث شيٸا أكثر تميزا، او لعله لم يكن يظن أنه يحتاج لما هو اكثر من ثالثة الأثافي، فقد جلس قِدْره واطمأن وإن كان قد صفّق لكل عربي ولكل عروبة وابقاها قرب وتينه وهو يناديها كل حين٠
لم يكن ياسر عرفات يقول جملة واحدة مفيدة، الا ويتبعها بلكنته المصرية التي لم نعترض عليها، بلازمة الامة العربية والاسلامية، ولم يصدر بيان واحد من كل فصاٸل فلسطين واحزابها، الا واتبعتها بذات اللازمة، وعندما فتحت فلسطين عينيها تحت ضربات المقتلة في غزة، وتنادي عربها واسلامها، وتنده عشقها وجملتها الأثيرة، لم تسمع الاصدی صوتها، ثم اصاخت، فسمعت صوتا جنوبيا يقول لها لبيك، واجزاء اصوات من الشرق والشمال، تطاول لتقول ذات القول، كانت تحسب أنها ستسمع اكبر دوي عرفه التاريخ، فسمعت أقوی خذلان عرفه العالم٠
لابأس، صوت الجنوب، لم يكن من افقر دولة، بل من أغناها بوصف العقيد المغدور قذافي، رأينا ارادتها عصر جمعة اولی رجب، وفهمنا ما هي القوة الحقيقية، وما هو الغنی الحقيقي، وعندما خرجت من تحت انقاض ردمها، وجدت يد جنوب آخر كانت تساند خطاه يوما في سبيل خلاصه من ظلم كبير وعسف مخيف طاله في بلده، قدر فلسطين اليوم أن ترفع الجنوب، قدر فلسطين اليوم أن تعيد تعريف الجهات، وتعيد تعريف الانسانية، قدرها ان تكون كما قال امينها خافضة رافعة، علموا اولادكم اليوم نسخ المثلث القديم، فما عاد الا ذكری، مثل ذكری راحل عزيز، وعلموهم في نفس الوقت حب الجنوب، علموهم اغاني اليمن ورقص جنوب افريقيا، وقولوا لهم هٶلاء عزوتكم٠٠٠

الرد على هذا المقال

نسخة من المقال للطباعة نسخة للطباعة
| حقوق المادة محفوظة ويمكن الاقتباس والنقل مع ذكر المصدر|