{env}

الصفحة الأساسية > مدونة > الصَّلَفولوجيا ونتنياهو

.

الصَّلَفولوجيا ونتنياهو

الثلاثاء 16 كانون الثاني (يناير) 2024

في بداية الماٸة يوم الأولی من الإبادة والملحمة، كتبت أني أراهن علی شوارع الغرب وميادين الغرب في التغيير، وقامت ولا زالت تقوم بذلك، وهي قد ساقت نتنياهو حتی الساعة الی محكمة العدل الدولية، وستسوقهم جميعا الی محكمة الجنايات الدولية، وهذا اول انجاز٠
الشوارع الغربية لا تعرف حدودا لممكن او مقبول او مسموح جهة حكوماتها، عندما تٶمن تذهب أقصی التحدي، اي تذهب لأصل الحكاية، هل سمعتم شارعا اوروبيا يقول بحل الدولتين؟ تلك النصبة الحكوماتية الشهيرة والعملة المستخدمة خمسين سنة؟
هذه الشوارع تقول فلسطين حرة من النهر للبحر، وترددها في كل مكان، لماذا؟
لأن هذا هو العدل في الحكاية وهذا هو الحل للمسألة من جذورها، وستكمل بطلب رد كل الحقوق واراهن علی ذلك، هل تلحظون اني لا اتكلم عن شوارع الامتين؟ لانها مغلولة ومستقيلة ومعلولة في ذات الوقت٠
نتنياهو خرج علی العالم ليقول، انه سيكمل الابادة رغم انف لاهاي ولا شئ سيوقفه، هو اتهم العالم كله بانه تجمع شيطاني ضد دولة اليهود الناجين من محرقة هتلر واعاد القول عن العالم انه النازي الجديد ومحور الشر طبعا باستثناء جماعته في العصابة٠ هذا بالضبط توصيف علم كامل لشرح سيكيولوجيا اللص، هو مصطلح الصلفولوجيا وهو ما يفسره٠
بالنسبة لي فان رواية نتنياهو لو كانت حقيقية وفعلية وغير مكذوبة ولا متخيلة ولا مصنعة، ولو كانت دولة يهود وحقا هي بيوتهم واماكنهم، ولو كانوا طبخوا الاطفال وغصبوا النساء كما قال، لكنت مثل اجدادي اول من يدافع عنهم ويحوطهم ويحميهم، فعل اجدادي ذلك لهم في الاندلس وفعلوها للهاربين من روسيا٠
ولك يا ازعر الله لا يجبرك، انت مدرك ان روايتك مفضوحة ومع ذلك تصر علی اللعب بطينها ووحلها، اما نحن يا نتنياهو اسمنا صفحة الماء كل شي شفاف، يمكن بلدك اوكرانيا او بولندا او روسيا اذهب هناك وسندافع عن بيتك معك، هناك بيتك، وهناك لا تحتاج عدة اللصوص، وخاصة ان كانت حبكتهم القصصية متخيلة عما روته شهرزاد او ما كتبه العزير او ما وعده بلفور وغيره، لكن هنا لا شيء لك ولن يكون وانتهی وقت السرقة الدولية الكهنوتية والعصابية في آن٠
مشكلة اساسية في مقاربة قضية فلسطين تكمن بالاكسسوارات، يعني الباروكة والمكياج والعدسات الملونة والرموش الصناعية الخ، ازيلوا ذلك جملة واستخدموا اصل الحكاية الفرداني، هناك عاهرة وهناك لص، وكل حكايتنا بين العاهرة واللص، سيكيولوجية ومسلكية اللص ضرورة لفهم نتنياهو تماما، فصلف اللص لا يغادره ابدا، خاصة وانه جيل ثاني من اللص، وهو يعلم انه يحوز ما ليس له، والشرف عنده بسرقة المزيد وتحدي العالم بالوجه الصفيق وهو يعدد الاكاذيب ولا يمل منها٠
بقية الممثلين من الالمان الی الامريكان الی بقية المسلسل، يحكمهم سيكيولوجيا ومسلكية العاهرة، فهي تعرف انها تبيع شرفها علنا وبكل وقاحة، لكنها لا تصل لصلف اللص، فهي تعلم ان بضاعتها معها، والشرف بالنسبة لها ان تظل متوقعة لاي زبون، فهي لا تغتصب بنفسها حقا لغيرها، لكنها تساعد المغتصب او تنده له ما دامت قادرة ولديها مفعول الزباٸنية فان هرم جسدها او كاد صارت ترجو صدقة من اي نوع وتولول علی ايام المفاتن٠
ابحثوا في تبسيط الحكاية، لان مافهمته ميادين اوروبا كان مثل قصيدة الومضة في النسيقة او ما تسمی قصيدة النثر، هي فهمت فورا دون محللين ولا ضيوف شاشات ولا كتاب ولا شارحي سير وحبكات والاعيب ومنتديات دولية وغيره، الامر بالنسبة لها محسوم، لص سارق وتحميه عاهرة ولا بد ان يطردا من البيت،ويعود كل البيت لاصحابه، ليس المطبخ فقط ولا الصالون فقط، ويبقيان في غرف النوم، بل كل البيت بلا استثناء ولا فلسفة زاٸدة٠

الرد على هذا المقال

نسخة من المقال للطباعة نسخة للطباعة
| حقوق المادة محفوظة ويمكن الاقتباس والنقل مع ذكر المصدر|