{env}

الصفحة الأساسية > مدونة > ما صنمك؟

.

ما صنمك؟

الخميس 18 كانون الثاني (يناير) 2024

نسيت قريش عهد ابراهيم واسماعيل، وشطبت الحنيفية من لدنها، مع أنها ما تاجرت شمالا وجنوبا، ووجدت وفرة لتتاجر بها، الا بسبب دعوة ابراهيم الخليل، الأمة من دون الناس، وانقادت لعمرو بن لُحيِّ الخزاعي، فجلب لها هبلا، وانشرحت العرب، فأحضرت وداً وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً، ثم جيء باللات والعزی ومناة٠
أما في عصرنا هذا ومنذ قرن كامل، لم يكن هناك من عمرو بن لحيٍّ، فكان هناك سايكسُ وأخوه بيكو، فقسموا ورسموا، وصنعوا صنم العصر الحديث، فعبده المسلمون وشكروا له، وبالغوا في عبادتهم، له، لو سألت اي مسلم في هذا الكون، ما هو صنمك، لاربد وارعد، ولو قرّبت له فقلت، ما أكثر ما تعتبره في مقام الغواية الكبری، ومفتتح الفتن ومبتدی الخمول؟
ربما لذهب الی جواب المال او النساء، وهو ما جلبه الموروث في النصوص- اغلبها اسراٸيليات-ولحاجّك بها، بيد أنا نظرنا اليوم فوجدنا من لا يملك رغيفا، ويرسل به الی اخوانه المحصورين، ورأينا نساء تقاتل وغدون قدوة للعالمين، ورأينا مترفين يتبنون لليهود الغاصبين المعتدين الصاٸلين أيتاما، ورأينا رجالا تعجبكم أجسامهم، كأنهم خشب مسنّدة!
ليس هذا يا سادة صنمنا الحديث ، وأصنامنا المعاصرة، هي التي صنعوها وقالوا اعبدوها، هي ما سموه (الجنسية)،فوجدت الناس تدين بولاٸها كما دانت بولاياتها، الا من رحم ربك، هم زرعوها هنا، وهم باتوا لا يحفلون بها، دقق وانظر، الباكستان هذه لم تنبس بكلمة وليس لم ترسل صاروخا علی أعداء الله، لكنها أمس ثأرت لجنسيتها وما تسميه سيادتها، وستری من ذلك الكثير من مسلمين واهمين يعبدون مع الله شيٸا آخر، وان أنكروه٠
لذا اسال ما صنمك، وليس ما جنسيتك؟

الرد على هذا المقال

نسخة من المقال للطباعة نسخة للطباعة
| حقوق المادة محفوظة ويمكن الاقتباس والنقل مع ذكر المصدر|