طوبی للغرباء

صباح الخير يا غريبة
صباح الخير يا غرباء
غادرت القصة في الشهر الخامس، ومع كسر رقم الماٸة الف شهيد وجريح، وما يمثل ٥% من تعداد الشعب الفلسطيني في القطاع، قوالب كثيرة، وغادرت معها صور الآخرين قوالب أخری، وأظنها دون عودة، وأحسبها أضحت في ذمة تاريخ تم تسجيله، هذه المرة صوتا وصورة لحظة بلحظة، لن تكون في أي وقت عرضة لغرض كاتب ولا هوی سجلّ٠
غادرت قصة الفداء والتضحية لشعبنا هناك، وصبر شعب بني هاشم،الی الملحمة التامة، والصمود الأسطوري، والعطاء الرباني، والطهر الحسيني، فأصبحت غزة، تجديد الطف، وصورة كربلاء، دون أي رتوش ولا مبالغات، وأصبحت في صلب تجديد دم الاسلام المحمدي، وروح الايمان الرباني الحقيقي، والوعد الالهي المنصور، والمبشّر به من الهادي البشير٠
وفي المواجهة من الصور القريبة، مع قلة الأنصار، وندرة الثُبّات، وقلة التداعي فهمنا ما بقي من الجسد، وغادرت الصورة ذات القربی الخذلان والنكران، والصمت والعجز وتخلف الزحف، وإسلام علی الاذعان، ومرض علی التوهان، الی التواطٶ البشع، والانخراط الخسيس، والاشتراك الفعلي، وفيه ما يخرج من الملة، وفيه ما يستتبع الذلة، وفيه ما يقطع بالادلة، ما جاء في الغثاء، وما ثبت في البرآء، وما استحق الوعيد بالخسران والهباء، فيمن حادّ الله ورسوله، ونكص وأثبت النفاق٠
ولا يقولن قاٸل لم ندر، ولا قدرنا ولم نحر٠
أما هناك في الوحش الأسطوري والموت المنشّر، فما فيه من فجيعة، ولا حوله من استغراب، فمن جادل ربه واستحق غضبه، لا غريب فيه، ولا عجيب يليه٠
عرفنا الناجية يا رسول الله، وعرفنا الهالكة يا أبا الزهراء، وذهبت قصة الأصول، وكرامة النقول، وأصبحنا اليوم في موقع الغرباء، وطوبی للغرباء، طوبی للغرباء٠٠٠