{env}

الصفحة الأساسية > مدونة > المقاومة هي الحياة

.

المقاومة هي الحياة

الخميس 15 شباط (فبراير) 2024

انظر ما يفعله الوحش الأسطوري في غزة، انه يتحری ويستهدف الاطفال والارحام، ثم يستهدف الاطباء والمسعفين والكتاب والصحفيين والادباء والاكاديميين والرموز المنتجة المبدعة، آخرهم كان الكاتب الفذ ايمن الرفاتي تقبله الله، لدينا هنا ما هو أكبر من جريمة تطهير عرقي، لدينا جريمة تطهير فكري أيضا٠
المقاومة جدوی مستمرة، الفصل الاول من ترجمة حقيقية للانجاز ولصورة الخط الصحيح في الفهم والهضم، بين آلاف المقولات التاريخية، اجد عبارة الشهيد الباسل، في مكانها الصحيح في كل زاوية من زوايا حياة العربي اليوم، ليس فقط ذلك العربي الذي تقع فصول حياته تحت النار المباشرة، في فلسطين المحتلة ولبنان واليمن وسوريا والعراق، بل ذلك الذي تتوعده النار علی مدار الساعة دون ان تتكلف حتی باخفاء انيابها وما تعد به وتتوعد عليه٠
واقع ما نراه في هذا العالم، ان العربي مستهدف استهدافا مباشرا، ليس لانه الاضعف في حلقات العالم كما قد يبدو للوهلة الاولی في قراءة صورة خاطفة، يراد تكريس منطوقها عبر البروبوغندا، بل لانه الاقوی منافسة ولانه الخطر الحقيقي في وجه مخططات وقوی الشر، ولانه المرشح الاقوی لوراثة واستكمال ماض يشهد لاجداده بالفعل والقدرة علی الوصول والقدرة علی التجسيد الذي يراد معه القطيعة بالتشويه للتدجين٠
المٶكد ان مبعث تسويق ومحاولة فرض الصورة المحبطة عن العربي باستغلال واقع القيود التي نشرها وحرص عليها المرتعب الاستعماري، هي جزء اكيد من محاولته تغييب الممكن وتاجيل المستحق، كيف يمكن لامريكا هذه التي تدرس تاريخها للقادمين لها والراغبين في مواطنتها ان تنسی انها بقيت لسنوات وسنوات تدفع لباي الجزاٸر ضريبة للسماح بمرور سفنها في الابيض المتوسط؟ وكيف يمكنها ان تنسی هزيمتها وطردها من الصومال والعراق يوما؟
حرصت وتحرص هذه الامريكا ومن خلفها ان تشيع واقع عجز للعربي امام امتحان غزة تحديدا، وهي تفعل ذلك من خلال قيودها التي وضعتها مسبقا المنظومة الاستعمارية الكولونيالية، بالتجزٸة والحكومات المرتعشة، ولكنها تقف عاجزة امام ملايين اليمنيين في الشوارع، وامام ملايبن العرب علی وساٸل تواصل او في اماكن يمكنهم قول رسالتهم وموقفهم وفي اي لحظة تسنح، الفيديو الذي التقط للمرأة المصرية الباكية امام نقابة الصحفيين المصريين ينسف كل مقولات الغياب الذاتي،ويٶكد ان لحظة واحدة كاسرة لقيود الاستعمار ستعني معنی ما اراده الطوفان فعلا، وحتما هي قادمة، وهذا ما يرعب المجرم الدولي٠
التفاعل العربي مع غزة ليس كما يراد وكما هو واجب وحق وضرورة ذاتية لهٶلاء من نمط الثور الأحمر، قبل ان تكون نصرة للثور الابيض، والصورة ليست ذات النمط بحسب الجغرافيا، بل هي بحسب الموت الفعلي نفسه، فهناك نماذج عربية حية في قلب عواصم الاسترخاء وهناك نماذج تنسب للعرب في قلب النار عكسها تماما، لذلك التعميم ظالم فعلا كما الاستنتاج بمعنی نسخ تخاذل حكومة ما علی شعبها، والا كيف يمكن هضم موقف صورة الجزاٸر او حتی المغرب وموقف الصومال والقمر ؟ العربي يبحث عن ذاته قبل مستقبله ولا يعي ان كل ذلك حله بالمقاومة، وفقط بها٠
في مواجهة الوحش الاسطوري الحقيقي وداعمه الموت، فان المقاومة لا تبدو جدوی مستمرة فقط، بل هي في واقع الامر تكون الحياة نفسها، انت تقاوم اذن انت حي، وانت لا تقاوم في حضن الوحش الاسطوري ووجوده وداعمه الموت، اذن انت ميت وتنتظر قرارا، المقاومة هي الحياة٠٠٠

الرد على هذا المقال

نسخة من المقال للطباعة نسخة للطباعة
| حقوق المادة محفوظة ويمكن الاقتباس والنقل مع ذكر المصدر|