الموت نفسه

في بداية الجينوسايد الاستعماري وصف الممثل الفذ ميل جبسون ما يراه بقوله : هٶلاء يجرمون اجرام من هو واثق انه زاٸل، حدث ذلك خلال الاسبوع الاول وقبل ان تتضح انواع الجراٸم النوعية التي تتوالی انواعها الجديدة علی مدار الساعة، ليس آخرها قنص طفل علی باب مشفی، ولا ارسال شاب معتقل ليرسل رسالة الی المتواجدين في مشفی وتهديده بالعودة والا، ليعود بعد ابلاغ الرسالة فيقتلونه بثلاث رصاصات٠
يجتهد كثير من المحللين اليوم بقولهم ان الكيان يتصرف بانتقام وحشي وجنوني، وهو وسكانه وقياداته سواء في ذلك، والسادية الاجرامية المغرقة بهذه الصورة تكشف عن كسر كل الاقنعة التي حرص المجرم الدولي علی تغطيتها والادعاء بعكسها طيلة الوقت، ولم يوفر دعاية ولا بروبوغاندة ولا اداة الا استخدمها لرسم صورة تخفي الوحش الحقيقي الذي يكونه٠
تهرع امريكا ومعها اوروبا الذيلية منذ البداية وفي فمها جملة واحدة فقط هي جملة الاسری لدی مقاومة الشعب الفلسطيني، وفي الطريق ذهابا وعودة، لم تر اسری الشعب الفلسطيني منذ ٧٥ عاما، ولا تری قطاع غزة السجن الكبير خلال ١٧ عاما، وقطعا لا تری دماء اطفال غزة الذين وصلوا الی ١٢ الف شهيد ولا تری فوق ذلك شهداء الضفة المحتلة وفي مناطق (ا) الخاصة بما رسموه وقالوا عنه مناطق سلطة٠
الوحش الاسطوري ليس في القصص ولا في الحكايات، الوحش الاسطوري هو هذا الذي دفع بمليون ونصف الی ما كذب ومارس كذبه علی مدار الساعة ليقول عنها منطقة آمنة وهو اليوم يستهدفهم مباشرة بالقتل والابادة والتطهير النوعي،والعالم سمع قصصا مبالغا فيها عن النازي، لكنه اليوم يشاهد الوحش الاسطوري بافعاله لحظة بلحظة، ويتلاعب راعيه الرٸيس بالالفاظ والتصريحات علی مدار الساعة بكل النفاق الاسطوري، فهو يقول انه لا يری ضحايا مدنية وفي نفس الجملة يكمل، يوافق علی عملية تقلل الضحايا المدنيين، وان لم تكن كذلك لن يغضب من الوحش الاسطوري، فماذا يعني ذلك؟
هذا له معنی واحد، اليوم فهمت ما عناه الكومندانتي تشي، امريكا ليست دولة الشر، فقط، وهي تحن الی ماضي ما فعلته لتقوم، وما تفعله لتواصل، وباختصار نحن نواجه الوحش الاسطوري الذي يحميه الموت نفسه، امريكا هي الموت٠