{env}

الصفحة الأساسية > فيوض > حول المنجز > "إبداعية تماهي الحوارات" في نص (لا تسأليني)

.

"إبداعية تماهي الحوارات" في نص (لا تسأليني)

السبت 11 نيسان (أبريل) 2015

"إبداعية تماهي الحوارات" في نص (لا تسأليني) للشاعر ايمن اللبدي

JPEG - 2.8 كيلوبايت


- سعاد جبر- كاتبة وقاصة وناقدة - الأردن

يشكل نص (لا تسأليني) لوحة فسيفسائية حمراء، في الإبداعية الأدبية، وتنسدل منه استرة شفافة في الولاء للوطن، في رفرفات حزينة تملآ الكون عبقا واحساس مترع بالألم، وتتفتح فيه أكمام جريحة تشدو برسالة الخلود للشهداء والتذكار السرمدي لأرواحهم بيننا.

والمتدبر في سيكولوجية النص موضع الدراسة، يبرز لدية فنيات إبداعية في تصاعدات الأنفعالات المختلطة مع تماوجات الحوارات الحمراء، بحيث شكلت تلك التماوجات منظومة مركزية في سيكولوجية النص، ومصدر ماسي لإشراقاته في لغة التعبير، التي تتسلل منها انسام عبيريه في أعماق مشاعر القارئ، فتحدث ماهية اتحاد مع النص، وروح الشهداء الساكنة فيه، فتتجسد الوحدة الأدمية والروحية في تصاعد الأرواح إلى عليين التساميات، عبر تجسد مطلق مع آهات الشاعر في تماهيات الحوارات النابضة في النص، وتواتر الارتقاء مع معارج متصاعدة على أجنحة "لا تسأليني" حيث نزف السؤال وكنه حيرة الجواب الحاضر الغائب، المعلن المختبئ في آتون ثقافة الصمت، المتخيل المرئي، الآن المر والمستقبل المنتظر.

وتتواتر موسيقى النص بين حدة الألم في وتيرتها المنكسرة في إضاءات خافته على النص، وطرقات التساميات في تعالى امواجها القزحية في النص من جهة أخرى، وكثافتها النورانية في لغة الانكشاف، التي لا تلبث أن تؤول إلى مساحة ضوئية في الزمان والمكان فتنكسر عندها الشمس، سجودا للحقيقة، التي تتصاعد في أثيرها أرواح حمراء دامية، تشكل رسما ملائكيا في بث الحقيقة وإعلان سادية الجريمة.

ويبدأ مسرح الحوارات الدامية في مساحة الحب والشوق مع روح ندية تعطر النص مسكا والأرض حرية، وتسكن عند نجمات السماء، حيث يتعالى صدى الروح في حدة التساؤلات من الروح الضحية، ويكشف النص عن مساءات في غيب الكلمات، في تماهيات حوار مع مداد الكلمات وقد ألت إلى سجن سرمدي على مسرح الحقيقة وضمادة لجرح رمادي خانق:

بُنَيَّتي!!.

لا تسأليني

واكتمي إنَّ الإجابات ِ الحزينة َ قد توقف َ حبرُها

وغدت هناكَ حبيسةً بينَ الشفاه ِ

لعلها أمست تضمِّد ُ جرحَ خيبتها

وترفقُ مع خضابِ الموتِ

زيتاً كي يطهِّرَ من خطيئتها

النكوصَ المستباح َ ولحظةَ العار ِ المروِّع ِ

والهزيمة َ واندفاعَ الوحل ِ فوق َ جبهتها

المسطَّرِ في ثناياها

المواتْ...

ويمتطي النص زمامه في حدة المواجهة مع الحقيقة الحاضرة الغائية في لغة الواقع المنهكة والمنسحبة عن عزة الجسد وكرامة الروح وإباء الأجداد، حيث تشكلها (الأنا) الساكنة في روح إبهامان (أين):

بُنَيَّتي !!...

لا تسأليني

أينَ سيفُ ابن ِ العمومة ِ والخؤولة ِ والجوار ِ

وأينَ سيفُ الله ِ والخيل ِ المحجَّل ِ

صوتُها الهدَّارُ أقوى من شظايا النار ِ

والرعدِ المدوي حينما هبَّت إلينا

حيث تتشكل هنا عوالم الحقيقة في تماهيات (أين) على مسرح الأمنيات الحالمة في أن يتحقق المستحيل ولو حلما على مداد الكلمات الجريحة

في الطريق ِ ، الرعدُ قادم ُ يستشفُّ من الغبار ِ

الناشرِ الظلَّ على سحب ِ الدخان ِ

إذا تغشَّاها الرعاشُ وحطها السيلُ المدوي من علٍ

فوقَ انتشاراتِ التتار ِ

تردُّ عنكِ دويُّ قصفِ الغاربات ِ

وتنحني كي تصلحَ الشقَّ الطويلَ بظهرك ِ المستقبـِل ِ اليومَ

وتتفتح أستار النص عن حوار متماهي مع القاتل المتجسد في قانون العدالة وسيمفونيات الحرية المخدرة، حيث يعلن على لسانه المبهم شعارات الحرية والسلام، في الآن الذي يقتل به الطفولة ويعيث فسادا في بساتيننا ويمارس الدمار على أجسادنا في لغة سادية تتلذذ بموت الضحية ألف مرة على مسرح الفناء المطلق:

بُنَيَّتي..!

لا تسأليني

ما جرى بينَ السطورِ ودفة ِ المخطوطة ِ الحبلى

بألف ِ قصيدة ٍ وموشَّح ٍ ومقام ِ

مَنْ أخفى الوجوهَ وزيَّف َ اللونَ وسجَّل كلَّ ذكرى

ضدَّ مجهول ٍ يقيمُ على سفوح ِ الوهم ِ

والكذب ِ الرخيص ِ على الغيارى

والثكالى المعدمينَ من الوعود ِ القادم ِ

اليومَ كتابُ طلاقها العذريِّ أجلى

من خيوطِ الدَّم ِ في جسد ِ الضحيَّة ِ

والعذابات ِ الحيارى

في المداراتِ الحزينة

وتتعالى صرخات الألم في النص في لغة الحوار المتماهي مع (الأنا) الضحية والأنا الجسد والأنا الوطن في الآن ذاته في سؤال الذات للذات وحالة التسامي والارتقاء الطاهر نحو السماء صعودا على موكب المسيح من جديد حيث ينغرس القلب جذرا في الأرض والولاء وتحلق الروح نورسا في بساتين الشهداء على بساط السماء، حيث التلاقي الحاضر الغائب، في معارج قدسية طاهرة، وهنا تتولد بلورة تماهي متصاعدة نورانية في النص، فتنسدل الحقيقة عند اشراقاتها المتماهية وكنه جوابها الأخير في رفض متتاليات أجوبة مبهمة متناثرة في الفراغات الخاوية، وانطلاقات أصوات موحشة في الدمار تبحث عن قطع (أنا) الوطن المتشرذمة في الأرض، في حضور مشتت للجسد وتصاعد معراج الروح تساميا مطلقا في عليين الفناءات في أتون اللحظات التي تدق أجراسها من على نورانية سلام الأرواح، فلا يعد هناك مضمون لأدمية حروف الدنيا، وصيحاتها الباردة، فليس هناك إلا أجواء السماء الطاهرة، والتقاء الأرواح في مصاعد الميلاد الحر والعشق السرمدي في التماهي مع دماء الشهداء واشراقات اللامرئ في تصاعدات الأرواح إلى عليين الحياة في كنه الحياة، فهناك يشرق على محيا السماء الخالد وردة الحرية في يوم حالم ما، ولحظة منتشية ربما هي غيمة مكفهرة اليوم وبسمة مرتسمة على محيا الغد المرتقب، وإشراقة حرية بلا حدود، وعرسا خالدا في تذكار الشهداء وانتعاش الأباء، الشادية مع كل تفتحات روح تولد على ارض معارج الأطهار وبساتين الشهداء ومجد الاعتلاء، وقبلات الإياب على أعتاب قداسة أبواب الحرية الحمراء. والتقاء أرواح الشهداء

لكي تلاقي جثتينا في التراب ِ

المستعدِ إلى احتضان ِ جراحكَ

القدسية َ النورِ الذي لن ينتظرها في السماءِ

جوابَ أسئلتي ولا خبرَ ارتقائكَ

فلتدعهم ينبشونَ يفتشون َ

هنا عظاميَ واحتراقيَ

والبعيدةَ في الشقوق ِ هناكَ

بعدَ عامين ِ ربما وصلوا إليها

وانبرى أحدٌ يصيحُ : ها قد وجدنا أذرعكْ

والوصيَّة ُ سوفَ تبقى من جراحاتي الجليلة ِ لا أريدُ

جوابَها ، دعها على نقش ِ التراب ِ هناكَ تحفرُ صمتها

وتعالَ خذني في ذراعيكَ

البعيدة ِ أرتدي قبلتين ِ وأعتلي مجدي معكْ.....

وفي تلك التماهيات البلورية الحمراء يسدل النص نهاياته المؤلمة الحالمة معا، في حرارة الوجدان، وعذوبة الأنسياب في روح النص، وجمال مواكب أخيلته الشفافه، وإبداعية روح التماهيات في الحوارات الصامتة المعلنة، في كنه المتضادات، والأمنيات الحالمة.

ولا يسعني في نهاية مطاف هذه القراءة السيكولوجية للنص إلا أن أزجي كل تحايا التقدير لمبدعنا ايمن اللبدي وينحني قلمي لأبداعية حروفه في بنفسجية رسمها الشعري ودفئ إحساسها النابض بالحياة ورفرفة جمال سيمفونياتها الحزينة على مسرح أرواح الشهداء .

كونداليزا رايس بين نص السياسة ونص انهم يقتلون الأطفال

- سعاد جبر- كاتبة وقاصة وناقدة - الأردن

تتابع رايس جولاتها المكوكية ، وهي تحلم بشرق اوسط جديد على انقاض الدمار ودماء الطفولة البريئة ، وحلمها يترأى للمحلل الناقد في محاكاة لنص "انهم يقتلون الأطفال" في مجموعة انتفاضيات للشاعر المبدع ايمن اللبدي ، حيث ابدعت مخيلة الشاعر حالة مستنزفة لأسقاط الواقع على النص ، في ظل محاورة تدور انقاضها على الدمار والوحشية ، واجتثاث الأنسانية من جذورها في سبعة مشاهد دامية ، حيث تتشكل السادية والضحية في النص ، وهي ذات الثنائية التي تقدمها قامة رايس الدموية في نص السياسة ، في ظل مشروعها السياسي الأحمق .

ونص " انهم يقتلون الأطفال " يدور في سبعة مشاهد همجية للعدوان الصهيوني على الطفولة والزيتون والحضارة ، وهي ذات المشاهد التي تتبادلها رايس مع اولمرت في ملحمة القتل والدمار، والأرهاب بكل ما تعنيه الكلمة .

ففي المشهد الأول تبرز جائزة اولمرت لشعبه في ملحمة القتل ، لغاية تربع اسرائيل على عرش سفك الدماء ، وتهيئ رايس الأجواء الدموية لقنابلها الذكية ، لتبني شرق اوسط الذل والمهانة والأنكسار، والنظم العربية لم يسعفها الحظ في اعمال عقلها المعطل سنوات في سياسة الأمعية لرايس وجوقتها الدموية ، ونموذجها الشرق اوسطي الجديد ، حيث هيأت تلك النظم الباهتة لأولمرت حظوة حظوة قتل الزنبق وعين شمس الورد ، على تصفيق رايس لشلالات نازفة في المشهد الأحمراللامتناهي ، حيث يفتح الهيكل ذراعية للتأييد والدعم لامحالة :

شلومو قد نال وساما

وموشي يأخذ نيشانا

اما عفراء فلم يسعفها الحظ اليوم

شأؤول ينتظر ليقتل زنبقة اخرى

ويصبح قي قائمة الأبطال

ويفوز بثقة الهيكل

وفي المشهد الثاني تتجلى همجية القتل وقد نفذت قنابل العدو المتكدسة في مستودعاتها ، وقد احرقت الأرض، واجتثت الزرع ، وقطعت الأشلاء ، وادمت الطفولة بالقتل والجراحات ، وهذا هو المشهد ذاته في قدوم المرأة الشمطاء رايس في نص السياسة تتقدمها قنابل الموت على اجنحة اشباح الليل ، وقد نفذت اسلحة العدو ، في الوقت الذي تترعرع فيه ورود الحياة من اتون الارض الحمراء ، اصرارا وصمودا في لبنان الحرية والكرامة ، وغزة الشهداء :

نفذت كل صواريخي

وانا في مرمى الرادار

اباتشي اثنان: لاتتهور

،

اياك دخول الميدان وحيدا.

اطلب دعما جوياً ،

اطلب قصفاً بحرياً

اطلب بترولا عاجل

اطلب راجمة صواريخ

ولواء دروع

ويتشكل في المشهد الثالث طبيعة الأهداف الموجهة التي التي تهدد كيان العدو من مشاهد اطفال يبكون ، وسيارة اسعاف، او عمارة تشد ساعديها للبناء على ارض الوجود ، والمشهد ذاته في نص السياسة ونص انهم يقتلون الأطفال ؛ ما بين اولمرت ورايس معا والشعب الذي ينحر امام شاشة التلفزة في لبنان وغزة هاشم ، فالأهداف هي الطفولة والمدنيين والدمار بعينة ، في نفسية العدو الحاقد السادي على الدوام ، وجيوش النظم العربية الباهتة ، ترقص على الجراح ، وتتغني بلهاء بالبطولات ، وشاشتها مسمرة لعرض الأجساد وسراب الحكايات وتزوير الأعلام الذي يدون لغته بومة الدمار في العالم اجمع ، وهكذا تختلط لغة الدمار في نص السياسة بين نكهة امريكية سادية ونكهة عربية متخاذلة على جرعة الدمار الصهيونية :

خمسون دقيقة ،

ما زال الهدف يتحرك ..

ويتمتم

هذا خطر جداً

اياكم ان يسمح للولد ببكاء الأطفال

اياكم ان يرفع ذاك الولد كفيه طلباً توقيف النار

سيارة اسعاف تتقدم ..

هذا خطر جداً

فجر سيارات الأسعاف الملعونة

لاتتوقف ........

وسقط الجسد الغض على لحم الأسفلت

وسقط الوالد من كل قلاع العرب الكبرى

فجيوش الجيران تحسن عزف الموسيقى

ويقدم المشهد الرابع تصويرا فنيا مبدعا ، لما الت اليه الة الحرب الصهيونية بنكهتها الأمريكية العربية في كلا النصين نص السياسة ونص انهم يقتلون الأطفال ، في القصف الوحشي ،واقتناص الطفولة ، وقلع الأشجار ، وقتل المدنيين ومحطات المياة وتحطيم الجسور واغراق الورد ببحر الدماء ، حتي تسطع كشجرة الشيطان اسطورة الجيش الذي لايقهر، التي تغذى امريكيا وعربيا لغاية ايجاد شرق اوسط جديد حيث تدفن الكرامة وتهشم الحرية والإباء ، بتغذية امريكية عربية سواء بالسلاح والسيولة البترولية والذهب العربي العامر ، ويعبر المشهد الرابع عن ذلك بالآتي :

جيش يصطاد الأطفال

يحسن قلع الأشجار

ونسف الدور السكنية

يتقن قنص الأزهار

يفتخر بقنص محطات الماء

يحسن تدمير العشب

انتخبوه الأول في العالم

كي يصبح قدوة كل جيوش الأرض

اعطوه مزيداً من انتاج مصانعكم

ومزيداً من بترول مصافيكم

وفي المشهد الخامس تبرز الحالة ذاتها للوحة الواقع في نص السياسة التي تقودها رايس وجوقتها العربية ، حيث تبرز لغات الشكر لأمريكا لما تقوم به من دعم لألة الدمار الصهيونية و لكل الة وهمجية تقتل الحرية والكرامة في وطننا العربي الجريح ، لأنها ارهاصات حلم رايس الشرق الأوسطي الدموي الجديد :

امريكا شكراً امريكا

امريكا شكرا

وجب الشكر علينا

وتهانينا للحلم الأمريكي

والرز الأمريكي

وكثيراً جداً للبيتزا ......

للجسر الجوي العاجل منها اكثر

امريكا شكرا امريكا

دمنا المسفوح طويلا

اشلاء الأطفال ونوح النسوة

لاتقلق مستر مونيكا

فلدينا من اكوام اللحم كثير جدا

تنتطر وصول الشحنات الأخرى

ولتعرف بعد المزيكا

امريكا شكرا امريكا

وهنا تغدو لغة مونيكا ورايس في تؤامة دموية في عالمنا العربي الجريح ، الذي يتنفس الصعداء ، ليسفر عليه فجر الحرية والنصر المؤزر المبين ، ففي النص تتأكد لغة الشكر للجسر الجوي العاجل والسلاح الأمريكي المغذى بالبترول العربي ، في مجازر الدم المسفوح بلا حدود ، واشلاء الطفولة ، ومزيد من اكوام اللحم المترامي على الطرقات ، على الحان الشكر العربية لأولمرت ورايس ، لما يقوموا به من تدمير وقتل لمن يجرؤ على التلفظ بأبجديات الحرية في العالم العربي الأصم . وفي المشهد السادس تسلط الأضواء على لغات التنديد العربية ، ومؤتمرات التخاذل والتزوير ، المتهافتة على صناعة الحلم الصهيوني الأمريكي ، من خلال اعطاء الوقت الكافي لألة الحرب الصهيونية لتعيث فساداً على راحتها في اوطاننا الجريحة ، في مزيد من السفك والقتل الوحشي على مرآى الشاشات والعالم اجمع ، وذلك ما يكون كفيلا لنوم هادئ واحلام حمراء للسيدة رايس على الحان شرق اوسطها الجديد :

مؤتمر اللطم المستعجل

لاينفع قبل يناير

فالوقت كثيراً ضيق

كي يصنع ديكورُ الأمريكي

فلينتظر الدم المسفوح

وهكذا يسخر الزمان والمكان سلاحاً ، مع القنابل المحرمة دولياً والصواريخ المهداة دمارا لأطفالنا من قبل اطفال العدو ، وسائر ادوات الدمار والهمجية ،مزودة بالطوابير تلو الطوابير الخامس افراداً ونظماً وإعلاماً ، التي تتلقى التعليمات الذكية من رايس ، حول شرق اوسطها الجديد ، وبالتالي تهيئ الدعم الكافي لأستباحة وجودنا ، واغراقه بالروح الأنهزامية . وفي المشهد السابع تدور المحاكاة بين عزف رايس المدمر في وجودنا المكفهر ، ولغة الأرادة والصمود في ساحات الدمار وخلف القضبان ، التي تشرق منها طيور الحرية اسرابا تلو اسراب في وجودنا الملوث بالأدخنة ، حيث تشدو للنصر ، وتؤكد ضرورة انتصار الحق على الباطل ، والأرادة على الطغيان ، حيث يشتعل اتونها من رماد الأرض ، وحكايا الشهداء ، تعلي الراية خفاقة لاتنحني ، في لبنان وغزة هاشم ، وفي رايات كل احرار العالم . فهذه المحاكاة مهداة :

هذه الحكاية لعيني محمد الخائفتين لدم شعبي المسفوح ولصوت امرأة قالت اودعك حبيبي ولعجوز تحمل علماً لفلسطين وتهتف ....

وهنا المحاورة بين علم فلسطين الحرية والزيتون وعلم لبنان الأمة والأباء ، وهكذا يغدو نص السياسة متهافتاً هشاً، بين تحدي الطفولة وسلاح المقاومة والأحرار في العالم اجمع ، ونص انهم يقتلون الأطفال الذي يصنع النصر من احلام الشهداء ، وارواح الطفولة المتصاعدة إلى عرش السماء .

" انهم يقتلون الأطفال " ، نص شعري مستقى من مجموعة انتفاضيات للشاعر ايمن اللبدي ، مطبعة اليازجي ، دمشق ، 2003، ص 57 ـ ص68

الرد على هذا المقال

نسخة من المقال للطباعة نسخة للطباعة
| حقوق المادة محفوظة ويمكن الاقتباس والنقل مع ذكر المصدر|