{env}

الصفحة الأساسية > يوميات > أبو حسرة الأيوبي أولاً

.

أبو حسرة الأيوبي أولاً

الاثنين 13 نيسان (أبريل) 2015

- أبوحسرة والأيتام

يوميات أبي حسرة الأيوبي

" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم "

نعبتْ في الحارةِ غربانُ

لبسـت ْ أثوابا ً برّاقة ْ

نشزتْ وتبلَّد َ "خيبانُ "

إذ ظنَّ بها كسرَ الناقة ْ

طربَ الأفّاقُ وجربان ُ

لسوادِ فعائلَ وصفاقة ْ

قالت ْ ستجفُّ الغدران ُ

وستفتح ُ عند السرّاقة ْ

قد ماتَ الحسُّ و إنسانُ

يا ليت تقومُ بهم حاقة ْ.......

*****

هبَّ الأيتامُ من َ النوم ِ

مـا وجدوا إلا أشباحا

صاحوا ويلاهُ من القوم ِ

سرقوا الأحـلامَ ومفتاحا

عارهمو يا عيب َالشوم ِ

في الوحلِ تمرَّغَ مرتاحا

ما نفعُ الحيلة ِ واللَّوم ِ

عدموا الأخلاقَ ومصباحا

فلتخرسْ يا وجهَ البوم ِ

نبقى و لتـذهب ْ سوّاحا.....

*****

أوفدتِ الغربانُ عبيطا ً

كي يشرحَ حكمة َ من قرَّرْ

قالَ : المأفونُ لهم حيطاً

سيقيمُ الوالـي في المعبر ْ

ما عدنا نحتاج ُ وسيطا ً

وسنفتحُ أبوابَ البيـدر ْ

ولـيّنا حصادَ نشيطا ً

في صنع ِ الخير ِ هو الأخبرْ

سيوزعُ لحما ً وسميطا ً

وسيمطرُ باللون ِ الأخضر ْ

واستدرجناهُ توريطـا ً

أرأيتم والـينا الأشطر ْ .......

*****

صاحَ الأيتامُ على مهلك ْ

يا أخيبَ من أوفدَ كذّاب ْ

مكتوبٌ بينَ مساماتك ْ

قد كفرَ مسليمة ُ النّصابْ

قد حاولَ كثرٌ من قبلك ْ

تزينَ عباءاتِ الأغرابْ

فسِّر ْ مليوناً من قومكْ

قد ماتوا جوعاً ما الأسبابْ

أوَ ليست ْ رحمة ُأسيادكْ

سلختهمْ ظهراً بالمحراب ْ

واليومَ أتيتَ بأنيابكْ

ترمينا في جحرِ الإرهابْ

قطَّعك اللهُ بأحبابك ْ

فاللهُ على مكر ٍ غلّاب ْ

أبو حسرةَ قال لهم ويحي

خانوا وتعدَّدت ِ الأبوابْ

أولادي من باعَ الأوطان ْ باعَ الباقي من دونِ فصالْ......

أيمن اللبدي

30/8/2003

- أبوحسرة ودكًان الأسماء .....

يوميات أبي حسرة الأيوبي

" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم "

نادى في البلدة ِ مرسال ٌ

يا أهلَ الحيِّ لكم دعوة ْ

قالوا: من أينَ ومنْ هذا ؟

ما اعتدنا أصحابَ الرحمة ْ

وسنرسلُ مندوباً عنا

يستطلعُ ماذا في الجعبة ْ

قالَ المرسالُ : ومن هذا ؟

قالوا: أكبرنا أبو حسرة ْ...

*****

أبو حسرةَ يسألُ ما القصة ْ ؟!

مرسالُ الخازوق ِ يجيبه ْ

: افتتحَ الوالي دكاناً

ليبيعَ الأسماءَ الرَّطْبة ْ

واختارَ لكم منها عدداً

مجاناً من غيرِ مقابلْ

ستكونُ هدايا حفلتنا يومَ استقبالِ أبي الخيبة ْ....

*****

زارَ الأسماءَ أبو حسرةْ

زارَ الدكانْ

واحتارَ كثيراً في يدها

وأطالَ يحدِّقُ في صمت ٍ

ويقلِّبُ في الأرض ِ حذاءهْ

أسماءٌ لامعة ٌ لكن ْ

هذا منتوفٌ شاربهُ

هذا معقوفٌ حاجبه ُ

هذا مشدودٌ عورتهُ

هذا مختوم ٌ صلعتهُ

هذا مخزوق ْ

انطلقَ بعيداً أبوحسرة ْ

انطلقَ يصيحْ ....

*****

يا ويحَ أبيكَ أبا حسرة ْ

يا ويحَ أبيكْ

ملعونٌ كاتبها أبداً

ملعونٌ صاحبُ سوءتها

أبقوا الأسماءَ على دمها

أبقوا الأختامَ على فمها

ودعوها مثلَ صواحبها

لا تأكلُ بالعار ِ حروفاً

عطشى لسماءِ مدينتها

لو طالَ حصارْ

حافيةً ما شئتم لكن تمشي في درب ِالأشواك ِ

مستورةَ شرف ٍ بخمارْ...........

أيمن اللبدي

10/6/2003

- أبو حسرة وابن الجالاوي.....

يوميات أبي حسرة الأيوبي

" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم "

هجمَ الساطورُ على الشجر ِ

واقتادَ الوقتَ إلى الغابة ْ

وانتشرَ الخبرُ معَ الصورِ

فانفتحت في الموعدِ غصَّة ْ

وارتاعت أوراق ُ بعيدةْ

من أجلِ الجُمَل ِ المنسابة ْ........

*****

صاحت صابرة ُ من الوجع ِ

لطمت خديها ملتاعة ْ

صاحتْ ويلاهُ أبا حسرةْ

ما بقيَ علينا لم يشفعْ

أواهُ لعهدِ ابن ِ الناصرْ

أواهُ لدودٍ في الكتبِ

أواهُ لقد طقت كبدي

من يسمعُ صرخةَ مكسورةْ ؟!....

*****

يا امرأءةُ طلبتُ منَ البلد ِ

سيجيءُ إلينا عنفصة ٌ

وأخوهُ الصعبُ ابنُ شحاتةْ

والخالُ الرملُ أبو الواسعْ

وكثيرٌ من جسرِ المددِ

تلكَ الساحاتُ المزدحمةْ

وألوفٌ ضاقت عن عددِ

صبراً فالنصرُ إلى ساعة ْ......

*****

طالت أيامُ أبي حسرةْ

ما جاءَ سوى عفواً واركعْ

والباقي كفَّ عن السمع ِ

لم يفهم أحرفَها أبداً

مع أنَّ الحرفَ هو العربي !

ضاقت خيمتهُ من فزع ٍ

واحتارت في أمرِ الرُّقع ِ

لا زيتَ ولا خيطاً يبكي

والأملُ صريعٌ في الحفر ِ

ناداهُ إليكَ أبا حسرة ْ

إياكَ وتصديقَ الكذب ِ

وانظرْ أصواتاً كالغيمة ْ

جاءتكَ وتسبحُ في العشبِ

من هذا ؟ صاحَ أبو حسرةْ

قالَ المتراسُ : ابنُ الجالاوي

فأشارَ إليهِ أبو حسرةْ

عجباً أفهمُكَ بلا معجم ْ

إني لم أسأل عن نسب ِ

أسمتكَ أخاً أمي يوما حتى لو كنتَ من الخشب ِ.......

أيمن اللبدي

11/6/2003

- أبو حسرة الإرهابي...

يوميات أبي حسرة الأيوبي

" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم "

قالت مظلومةُ يا أمي

ما تعني كلمةَ إرهابي ؟

فأنا مازلتُ بها حيرى

واحتارَ كذلكَ أصحابي

قالَ المذياعُ لنا كفوا

فجهلنا وصفَ الإعرابِ .....

*****

نحنُ الباكينَ من الألم ِ

ونخافُ حديدَ الأغرابِ

يقتلعُ الأرضَ إذا نمنا

فإذا بالموتِ على البابِ

نمشي والرُّعبُ يحاصرنا

ويلاحقُ ظلَّ الأعقاب ِ

هل طفلةُ جارتنا طوبى

إذ سقطت من نارِ غرابِ

كانت أيضاً خطراً يُخشى

في اللَّفة ِ أم في الألعاب ِ ...؟!....

*****

قالت صابرةُ لكِ المولى

يا قرَّةَ عين ِ الأحباب ِ

هذا مذياعٌ همّاز ٌ

بوقٌ لعصابة ِ سُلاب ِ

يهذي مشّاءً في كذب ٍ

واعتادَ غبارَ الأعتاب ِ

مذْ كنتُ بعمركِ أسمعنا

أن نفتحَ مصراعَ الباب ِ

حتى لا يكتبَ عن جدي

في بلدِ السوس ِ الكذّاب ِ

أنا في الحارةِ جهلاء ٌ

لا نعرفُ قيمة َ أطياب ِ.......

*****

أبو حسرةَ قالَ لها حسناً

هذا عنوانٌ بكتابي

أبقيهِ لنسلي من بعدي

محفوراً عندَ المحراب ِ

إرهابي من سُرقت دارهْ

فأبى أن يخضعَ للذِلة ْ

نذرَ الأرواحَ لفديتها

حتى لا تبقى محتلة ْ

ما باعَ ولا نسيَ الدارَ

أو داهنَ مذياعَ القتلة ْ

أو غيَّرَ في اللغة ِ مراراً

من أجلِ حروف ٍ مختلة ْ

يرقصُ لهواءِ الظُّلام ِ

مجاناً من دون ِ الطبلة ْ

لو صحنا عدلاً يا دنيا

عبسَ الأفاقُ وتولى

يا بنتُ عظامُ أبي حسرة تصرخُ من حبِّ الإرهاب ِ......

أيمن اللبدي

12/6/2003

- أبو حسرة ووقف النار...

يوميات أبي حسرة الأيوبي

" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم "

صاحتْ صابرةُ لجارتها

جاءتنا الليلةَ برقية ْ

قالتْ يا شعبَ أبي حسرةْ

أصبحتم أمماً محظيَّة ْ

فالعالمُ يرجوكم وقفاً

للنارِ فلا تبقوا شيَّا......

*****

عجباً ما غيَّرَ في الحال ِ

من فكَّ العطلة الصيفية ْ

وتذكّرَ أنا في الأرض ِ

ولنا عنوانٌ وهوية ْ

ولنا نارٌ قالوا شرراً

يوما ستموتُ بلا ديَّة ْ

والتحفوا صمتاً من دهر ٍ

وأمدوا نارَ المحظية ْ

فلماذا هبّوا من نوم ٍ

هل لسعَ الشررُ دمَ الحيَّة ْ...؟..

*****

قالت جارتها لا أعلم ْ

هل تمشي النارُ على قدمين ْ

أم تزحفُ مثلَ السحليةْ !

فإذا وصلتْ سفرَ الكَذِبيْن ْ

اهتزت دارُ الحرامية ْ

جمعوا الفنحاصَ وبهلولا ً

واختاروا طبخَ الملوخية ْ

هل كتبَ أبو حسرةَ رداً ؟

أم أن الطبخةَ مقضية ْ ؟!........

*****

أبوحسرةَ قالَ لهم مهلاً

يطفي النيرانَ مغذيها

ما الشررُ بأيدينا إلا

ما بقي من الحيلة ِ فيها

نردعها أن تأكلَ منا

إن شبَّت في صحن ِ الحارةْ

إنا يا قومُ لها أسرى

تقتلنا صبحاً وعشيَّة ْ

من شاءَ الحكمةَ فليحضرْ

ماءً لا كأساً وهمية ْ

يقلبها فوقَ منازلنا

ويحاصرُ بالموتِ ضحية ْ

إلا إن كانت حكمتهُ

أن نصبحَ للنارِ هديةْ

فليفصح كيفَ سيوقفنا

في النارِ ويكشفُ عن نيَّة ْ؟! ..................

أيمن اللبدي

14/6/2003

- 

أبو حسرة و حنظلة ْ...

يوميات أبي حسرة الأيوبي

" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم "

سقطَ الصاروخُ على الطفلةْ

فاحترقتْ مثلَ السيجارةْ

وتناثرَ في الجوِّ رمادٌ

وتراكضَ أبناءُ الحارةْْ

حملَ الأطفالُ لها علباً

وحليبَ وعيناً محتارةْ

كانت تنتظرُ لها لعباً

ما كانت تنتظرُ الغارةْ......

*****

استمعَ الناسُ إلى خبر ٍ

فلعلَّ ضميراً مختبئاً

يأتي فيبدِّدُ أوزارهْ

بخطابٍ حرٍّ يردعهم ْ

أو يتركَ في الأرضِ إشارةْ

أن الإنسانَ لهُ أثر ٌ

في زمن ِ الدولِ الغدَّارة ْ

لكنَّ الوقتَ مضى كسفاً

واحتفلتْ بالصمتِ مرارةْ.....

*****

حتى إذ نامت ْ أعينُهم ْ

لمحَ الأولادُ سنا قمرٍ

يقتربُ ويرسلُ خطوتهُ

كمسافرَ أتعبَ أسفارهْ

فإذا بالقادمِ حنظلةٌ

في ثوبِ ملاك ٍ وبشارةْ

يحملُ أسماءً وسلاماً

ويغرِّدُ في القمح ِ مراراً

صاحَ الأولادُ أبا حسرةْ

جاءت للخيمةِ قيثارةْ....

*****

عانقَ حنظلةُ أبا حسرةْ

واسترسلَ يسألُ أخبارهْ

فأشارَ إلى ألفٍ نامت ْ

وأشارَ إلى نورِ شرارةْ

واقامَ يعدِّدُ قافلةً

وجهاتٍ ومواسمَ راحتْ

وعيوناً بقيتْ جبَّارةْ

ما تعبت من قُبلِ الأرض ِ

فهي الأزهارُ المختارةْ

لكنْ من ظلمِ ذوي قربى

وجيوشِ الرمل الجرارةْ

قالَ الناموسُ أبا حسرةْ

ما غيَّرَ سفري شطآناً

أو بدَّلَ في لغةِ فزارةْ

لكنَّ الغائبَ يخبركم ْ

قوسٌ أخرى بينَ المائين ِ وعطرٌ من لحمِ جيفارا........

أيمن اللبدي

15/6/2003

- 

أبو حسرة و جلجامش....

يوميات أبي حسرة الأيوبي

" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم "

قد سقطَ القمرُ على الخيمةْ

فتناثر َ منهُ جلجامش ْ

وتمسَّحَ في ركن ِ الوتد ِ

يهتزُّ بلا ريش ٍ نافشْ

مقطوعَ الحيلةِ مستثنىً

محفوراً يقتلهُ السفرُ

مسلوبَ الوجدان ِ ويهذي

يشكو و يمورُ من الكمد ِ.......

*****

وثبَ المسكينُ أبو حسرةْ

يسعفهُ من زادِ الغربةْ

ويحاولُ أن يصبحَ فعلاً

لا حرفَ الجرِّ إلى الهامشْ

يسألهُ ليخففَ حزناً

ما فعلت عشتارُ وراءكْ ؟

يا سيِّدَ مائين ِ وحنطةْ

قالَ الملتاعُ غدتْ ضيفاً

في ألفٍ من حفلةِ قيصرْ

ودعا أهلوها أمواتاً

كيْ تصبحَ حرّاسَ البيدرْ..!....

*****

واعجباً ما قالَ أبوها ؟

هل قطعَ النارَ عن العسكرْ ؟

أم أرسلَ في الدنيا خيلاً

بيضاءَ وأمهلَ واستنظرْ!؟

قالَ المفئودُ على مهلكْ

ما زالَ المشهدُ في المحفلْ

تصطفُ لتأكلَ من يدها

أولادُ أبيها من سومرْ

فإذا فرغوا جاءَ الخبرُ

فانظرنا كي نسمعَ أكثرْ.......

*****

إسمع وهبوكَ لكذبتهمْ

ولديهم أرقامُ كثيرةْ

لا يكتبُ في الحبرِ سرابٌ

أو يصدقُ في الحقِّ الاعورْ

جاءوكَ فإن صمتت لغة ٌ

حفروا واطالوا حفلتهمْ

وإذا قدَّمتَ لهم باباً

صلبوكَ على بابِ المعبرْ

فإذا هم سادةُ ما اغتصبوا

ورموكَ عظاماً بل أحقرْ

فارجع بالقوس ِ إلى نبلكْ

واكتب ْ في الماءِ هنا الولدُ سيقومُ وينقشُ بالأحمرْ...........

أيمن اللبدي

13/6/2003

- أبو حسرة والزفة ْ...

يوميات أبي حسرة الأيوبي

" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم "

دعتِ الجيرانُ إلى زفة ْ

بعدَ الشهرين ِ إذا مرتْ

وأشاعت أن مغانمها

ستصيرُ حماماً مصطفة ْ

وستحبلُ بالعهد ِ الغالي

أما المولودُ لهُ لفَّة ْ

فاشتاقَ الناسُ لرؤيتها

ولمقدم ِ أصحابِ العفة ْ........

*****

وانتشرت أخبارُ كثيرة ْ

وموالدُ وضيوفُ خبيرة ْ

واشتغلُ الناسُ بموكبها

تحضيراً لأمورَ خطيرة ْ

جمعٌ مشغوفٌ بثياب ٍ

والآخرُ تسبقهُ الخفة ْ

هذا متفائلُ بالآتي

وأخوهُ يحذَرُ من قُفَّـة ْ

والضَّجة ُ صارت عنواناً

في أعلى الوادي والضفة ْ......

*****

فإذا بالحارة ِ مشغولة ْ

عن أمرِ مدين ٍ بالسلفة ْ

والخلفُ تخندقَ بينهما

واللصُّ سعيد ٌ بالطرفة ْ

ضجَّ الحكماءُ منَ الخبر ِ

واختاروا يوما ً للشورى

واجتمعوا في دارة ِ سعدى

كي يفتوا في أمر الزفَّة ْ......

*****

طالَت ساعاتٌ وليالي

والحارةُ تنتظرُ الفتوى

لم يخرجْْ منهم من يفتي

أو يحسمْ أمراً في الشرفة ْ

وازدادت حيرةُ مولانا

مختار ِالحارة ِ في الغرفة ْ

وانتظرَ الناسُ على أمل ٍ

أن يفصلَ خيطاً ملتفة ْ

حتى إذ يأسوا من حل ٍ

طلبوا أبا حسرةَ أن يأتي

فلعلَّ حلولاً أو وصفة ْ

تأتي من سابق ِ خبرته ِ

في أمر ِ الحارة ِ والخلفة ْ

قال الدرويشُ أبو حسرة ْ

إنا نحتاجُ إلى وقفة ْ

هل ذقتم شهداً من نمس ٍ ؟!

أم باضَ الثورُ هنا صدفة ْ ؟!

يا قومُ دعوني وجنوني

فالعقلُ على رأسي حِملٌ وأنا ما طقت ُ له كلفة ْ........

أيمن اللبدي

17/6/2003

- 

أبو حسرة والنوح والسفينة .......

يوميات أبي حسرة الأيوبي

" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم "

سألتْ منتفضة ُ جدتها

لم َ تكبرُ أظفرُ سارقِنا

وتقلُّ منازلُ حارتنا

ويقولُ لنا أجربُ قيصرْ

أن َّ الفيروسَ سيقرضنا

والماءَ سيبلعُ خيمتنا

ما دمنا لا نقبلُ محضرْ

يحملنا فوقَ سفينته ِ ..؟!

*****

قالت صابرةُ لها مهلاً

من قالَ بأنَّ لهُ سفناً

ما دامَ الخشبُ من الحارة ؟

وإذا أمطرتِ الغيمات ُ

فالماءُ سيأتينا ضيفاً

والضيفُ أسير ٌ بزيارة ْ !

والخيمة ُإن شربت مطراً

نهضت كالمارد ِ هدَّارة ْ

وأعادت زحفَ الأوتاد ِ

واقتربت فوقَ مغارته ِ....

*****

قالت منتفضةُ فلماذا

دخلَ الأخوالُ حظيرتهُ

ولماذا هبَّ الأعمام ُ

إنْ أنَّ يداووا أنَّـته ُ

أولا يدرونَ إذاً جهلاً

أم خافوا اليومَ أظافرهُ ؟

هلْ كانوا من قبلُ ضعافاً!

ولماذا خطبوا خالته ُ ؟!

أسئلتي تزدادُ جنوناً

وأنا أرهقتك ِ في شغبي

وسأقصدُ جدي أسأله ُ

فلعلَّ سكوني في يده ِ.......

*****

قصدت منتفضةُ من يدري

وأعادت أسئلة َ السفن ِ

ومحاضرَ تصغرُ إذ كبرتْ

وحصاراً يكبرُ في المدن ِ

وأقاربَ ما عادت خشباً

بل صارت أشبه بالرسن ِ

إن قربت شدَّت خُنّـاقاً

وإذا بعُدت ْ بابَ الفتن ِ

فأجابَ أبو حسرةَ سحقاً

كم سفن ٍ في الماضي غرقتْ

في الوهم ِ بأيدي مؤتمن ِ

وقريب ٍ قالَ لنا يوماً

كي ننقذ َ أبوابَ الزمن ِ

حتى لا تغرق َ حارتكم ْ

ويفيضَ الماءُ بلا ثمن ِ

لا سفنَ ستحملُ موكبنا

بينَ المائين ِ ومهما طالت رحلتنا إلا والنّوحُ من الوطن ِ .....

أيمن اللبدي

18/6/2003

- 

أبو حسرة والبنتاغونْ.......

يوميات أبي حسرة الأيوبي

" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم "

قد ْ وصلَ فريقُ أبي الأعلاج ْ

همْ نصفٌ من علج ِ جزيرة ْ

والأخرُ من علـج ِ الحيرة ْ

وانتشروا من بطن ِ الأبراج ْ

في ساعة ِ عصر ٍ وظهيرة ْ

تطربهمْ كوندا وسميرة ْ

ومواليَ ترقصُ بالأفـواجْ.......

*****

فتسابقَ قطعانُ الغنَّـاج ْ

في سبب ِ وصول ِ التعميرة ْ

هل ْ جاءوا من أجل ِ فطيرة ْ ؟

فبطونُ الأعلاج ِ كبيرة ْ

تبتلعُ الحلوى بعدَ دجاجْ

لا تشبعُ فالبطنُ مكيرة ْ

لو بلعتْ أولادَ الجيرة ْ

أم أنَّ السرَّ حبيسُ زجاجْ !

لا بدَّ الأسرارَُ خطيرة ْ

أكبرُ من وجبةِ تصبيرة ْ

كي يأتوا بجهازِ الأمشاج ؟!.......

*****

بدءوا في الحارة ِ بالأسياج ْ

فحصاً و سؤالاً وعصيرا

واختاروا للكشفِ صغيرة ْ

سألوها مـا سرُّ الأمواج ْ

في صيفٍِ والغيمُ مطيرة ْ

مع أنَّ أقـاربَ حارتكم ْ

قد ناموا من فوق ِ حصيرة ْ

واغتالوا الطقسَ معَ الحجاجْ

واختاروا البرجرَ كأميرة ْ

فلماذا أنتم ليسَ نعاجْ

يقلقنا في السرِّ خميرة ْ

وولادةُ كوندا في الحارة ْ

ما زالتْ لليوم ِ عسيرة ْ !!

والقيصرُ يشعرُ بالإزعاجْ

بل شدَّ على الرأس ِ جبيرة ْ

خوفاً من ولدٍ شبهَ خداجْ ............

*****

قالتْ منتفضة ُ ردوني

كي أسألَ جدي أبي حسرة ْ

فأبي في الأرض ِ هو الزيتون ْ

والأمُّ تراب ٌ من مائين ِ وكانت ترضعني عشيرة ْ

وحروفُ من اللوز ِالغالي والشومرُ في البحر ِ ضفيرة ْ

لم أشربْ نخباً في قومي

أو أعشق كابويَ الديرة ْ

فابتسمَ أبو حسرةَ دهراً

إذْ غذَّت كلَّ أساريرهْ

واشارَ إلى راعي الحملة ْ

في الحارةِ أنتم دونَ حذاءْ

تمشونَ على شوك ِ حقيقة ْ

إن كنتَ تريدُ نصيحتنا فلتقفلْ بابَ البنتاغونْ.......

أيمن اللبدي

19/6/2003

- 

أبو حسرة والخارطة ْ .......

يوميات أبي حسرة الأيوبي

" من لم يسمع بأبي حسرة لم يكن هنا قبل خمسين عاما وليس حياً اليوم "

علَّقَ مرسالُ أبي الخيبة ْ

في باب ِ الحارةِ إعلانْ

واستأجرَ من يقرعُ طبـلاً

ويهزُّ الخصرَ بإتقان ْ

كي يجمعَ في الحارةِ صوتاً

ويقدِّمُ مرسومَ السلطانْ

في جمع ٍ قد ملَّ الكذبة ْ.........

*****

قرأ المرسالُ المرسوم ْ

للناس ِ يزيِّنُ مرحوم ْ

هذا يستركم في الدنيا

ويقودُ إلى الجنة ِ رأساً

فيهِ الترياقُ المحتوم ْ

والوعدُ بسد ِّالحلقوم ْ

فتعالوا واختاروا هيا

أُرسلتُ منَ الغيبِ نبيا

وأنا منكم عظمُ الرقبة ْ........

*****

قالوا لا بأس َ وأعلمنا

هل يرجعُ أولادُ البلد ِ ؟

قال الخارطةُ ستخبرنا

سألوا هل نرجعُ للماءِ ؟

قالَ الخارطةُ ستخبرنا

فإذاً ستقيمُ على الوعدِ ؟

قالَ الخارطةُ ستخبرنا

قالوا فاسألها إن نطقت ْ

قالَ انتظروا ما أتممنا

فلها شرطان ِ لكي تنطقْ

قالوا لا علمَ فعلِّمنا

قالَ الشرطان ِ هما صم ٌ

يعقبهُ كساحٌ يقعدنا

فإذا أنهينا ستصفق ْ

وسنسمع ُ لحناً يسعدنا .........

*****

فاحتارَ القومُ بما سمعوا

واستغربَ أصحابُ الحكمة ْ

قالوا أنظرْنا واجتمعوا

كي نخرجَ فيها بالكـلمة ْ

فإذا بالباب ِ أبو حسرة ْ

في يده ِ من ورق ٍ رزمة ْ

ضاقت عن يدهِ من كثرة ْ

قالوا ما تلكَ أبا حسرة ْ ؟

قالَ الألحانُ المنسية ْ

لخرائطَ تاهت في الزحمة ْ

من ذات ِ النسب ِ وأقدمها

قادت أجداديَ للنكبة ْ

أما أحدثها فجهنَّم ْ

قد خُتمت في صورةِ “قحبة ْ”

إن كنتم تبغونَ خلاصا ً

فدعوها والتمسوا التوبة ْ

وارموا صاحبها بالجزمة ْ

يا قومُ حرامٌ الحان ٌ لا تصدحُ في غير ِ الموّال ْ...........

أيمن اللبدي

20/6/2003

الرد على هذا المقال

نسخة من المقال للطباعة نسخة للطباعة
| حقوق المادة محفوظة ويمكن الاقتباس والنقل مع ذكر المصدر|