المجلس العسكري

حسنا فعلت حركتا المقاومة في فلسطين المحتلة باجتماعهما الأخير وإعلانهما المشترك، وهذه خطوة جيدة ليس فقط لإزالة أي لبس، بل لتأكيد خسارة العدوان الأخير طالما لم يفلح في تحقيق هدفه الستراتيجي بتحطيم بنية المقاومة بغزة من فتنة الاستفراد.
غزة نجحت في تثبيت قاعدة مقاومة جبارة بالقياس لفارق القدرات، وأثبتت بالتجارب الخمس التي مرّت أنها نجحت في تمرير الجزء الأول من أي معركة تحرر وطني فعلي بنجاح، وأن عليها اليوم أن تجاوز مرحلة الصمود والبناء والجهوزية، إلى مرحلة التحرير الجزئي خطوة خطوة.
مثل ذلك لن يتحقق بدوام تشغيل التكتيك مكان الستراتيجيا، ولا عن طريق غرفة عمليات فقط، لان هذه الغرفة تحمل صيغة جبهوية مناسبة للمقاومة الفلسطينية وبقية الحلفاء في محور مقاوم، وهي صيغة عملياتية اثناء الفعل الميداني، وما هو مطلوب أكثر من ذلك.
المطلوب إعادة رسم وبناء وتفعيل المجلس العسكري الفلسطيني الأعلى، هذا وحده يمكنه قطع الطريق المقبلة، حيث لدينا جناحان قويان للطيران، وهناك قلب المقاومة من فصائل القوى الوطنية التي بقيت دوما في هذا الجزء من المطلب حاضرة، وهذه لبس فقط صورة اشتراط جهوزي، بل هي صورة مطلب وطني ايضا يقبر كل المطبات.
هي أيضا تجسيد الجدية في تثبيت وحدة الساحات.
لوازم وصيغة التحرير أكثر من لوازم المرحلة السابقة، وهذا جزء أساس من عدّتها، فهل تفعلون؟