هناك شبه موضة

هناك شبه موضة لدى الناس جهات وأفراد، تقف لتخطب بالناس، أو تصدّر بيانا ما، أو تكتب بوست ما في وسائل التواصل، وخاصة في مواضع نعي الشهيد، او تأبينه، أو استذكار الصبر والعزيمة،عند أسير، أو مصاب، وهي تفتتح كلامها بآيات من القرآن الكريم.
هذا الصنيع ليس جديدا على كل حال، فهو سنة من الذين علموا ما يفعلون، لكن اليوم هو لبانة من لا يعلمون ما هم فاعلين.
عندما تستفتح كلامك بآية لا تحسبن الذين، أو ان الله اشترى، أو غيرها من آيات الله، فهذا يقتضي ثلاثة؛
أولا أن تكون نفسك أهلا لهذا الاستفتاح، لا أن تكون أصلا غير ذي صلة، وإلا كنت كاحتجاج المجرمين على آل بيت محمد، عبيد الله بن زياد، او يزيد نفسه وما أدريك ما يزيد، وأستاذهم إبليس.
الثاني أن تكون دعوتك واستهلالك طريق لك ووعد منك بالسير على هذه الطريق، وهو تثبيت منك أن يشهد الله عليك بهذا المقام، فتذكّر أنه عهد.
والثالث أن تعلم أن ما تستفتح به من رسالة للناس، ليس في هذا الموضع مهرجان بلاغة، ولا جزءا من مهارات الخطابة، بل هو دعوة تذكير في دعوى الرشاد، ومنهج قوله تعالى: وحرّض المؤمنين.
غير ذلك هي لازمة غير لازمة ....