حوَل في الرؤيا

 أحيانا تصبح القاعدة القرآنية متجلية بأبهى ترجماتها، وهي قاعدة وعسى، في المحبة والكره، والخير والشر.
إنه وبالقطع،فالفطرة النضالية السليمة غير المتعلقة بحسابات خارج ساحة العمل المقاوم نفسه وان كان واجبا او تكليفا او حتى مصلحة عامة او خاصة ، تقود إلى رؤية صورة متكاملة ومنسجمة، وعنوان ذلك كان في الجولة السابقة، هو رؤية الغرفة المشتركة تصدّر بيانات الاطلاق، حتى ولو كانت صاحبة الولاية السلطوية وهي،شريكة المقاومة بنفس الوقت ، لسبب او لآخر خارج هذه المشاركة، لماذا ؟ لأن هذا هو السياق التراكمي السليم والموجب للدخول الى حقبة أخرى مطلوبة.
يمكن عشرات المرات قلنا ان السلطة ومسؤولياتها مقصلة للفعل المقاوم ايا كان محتل هذا التوصيف، هو صحيح لفتح وحماس وللفيتكونج والقمريين والمريخيين، هذا ليس اختراعا.
آخر ما نريد رؤيته، تجدد قصة فتح والجبهة في الصفحة السابقة، مع حماس والجهاد، مع ان هذه الأخيرة، لا عين لها لا على السلطات، ولا على المراكز، وثبت طهارة سلاحها، كما ثبت ثوريتها وبأسها، وهذا ما يطمئن قليلا وكثيراً.
أحد الاخوة الاعزاء بقصة توافق واتفاق علق قائلا، اذا بدي اقتنع ان مسلم والبخاري عندهم متفق عليه، فان الاخضر والاسمر عندهم كذلك، ما علينا، هي هاجس شعبي موجود وعليكم التعامل معه، وقصة لا يفتي قاعد لا تنطبق، ولا فليقل خيرا او ليصمت، هذا في دار ابو سفيان وليس في دار علي.
حسنا لم يحدث ذلك، ووافقت اسرائيل على هدنة مع السرايا، ويمكن لأي فصيل آخر لاحقا أن يقود مواجهة ويحصّل هدنة، هذا بحد ذاته حصاد غير مقصود، ولم يدر بخلد اسرائيل وهي تعلن حربها مع الجهاد، وهذه الأخيرة أصبحت اليوم نصف المقاومة بالضبط بفعل وقوة الحدث ونتيجته.
مراكمة حصادات فردية مفيد، لكن كان ذلك ممكنا قبل سيف القدس، اما بعدها فهو منزوع الدسم.
الخلاصة، يوجد ثابت مقدس وحيد عندي في تجربة الصفحة الماضية، وهو الحقيقة كل الحقيقة للجماهير، والباقي قشور..

 هناك حوَل في الرؤيا، وهناك حوَل في الإدراك، وبينهما حوَل في الطريق إلى كليهما.
أسهل طرق الهروب من المسألة خلطها بغيرها، ولأن هناك ضرورة للتبيان فإن هذا مهم:
 اسرائيل افتتحت حربها ضد الجهاد وأغلقته كذلك والسرايا قالت أنها باسم غرفة العمليات ترد ولم تظهر الغرفة.
 بيانات السرايا وكذلك بقية التشكيلات بعد اليوم الأول منفصلة، هو جوهر الخطأ ومكمن الانتقاد.
 السؤال ليس ان شاركت القسام اولا، لان ذلك مسألة أخرى ومؤكد أنها فعلت بطريقة أو أخرى، السؤال ما مبرر عدم ظهور الغرفة نفسها؟
 إذا كانت هذه الاشارة غير مفيدة، فانسوها، وإن ثبت لاحقا أنها مهمة وجوهرية، فنقص جوابها، ستكون نقيصة مهملها.
ان شالله في هذا المحرّم يكون الفهم غير أحول ونقطة...
أشكر أخي عامر العظم Amer Al Azem على هذه اللفتة وهذا التكريم ودمتم ...