ماذا يعني أن تكون إسلاميا فلسطينيا؟

مسألة تحتاج الانتباه، فهي أوسع ما يمكن عندما لا تتوقف أمام الخصوصية، وهي أدق ما يمكن عندما تقفز عن شرط الوفاء فيها،هي حركية فوق عقدية.
هؤلاء الذين خرجوا من فصل شرط الفلسطينية فيها تاهوا وضلوا وأضلوا، وحرفوا قدرما حرثوا في غير حقلهم، رغم أن الفلسطينية كانت موقفا، أكثر منها وطنا، وهو معنى لطيف، لمن تتبعه، المهم هؤلاء ما نتاج سعيهم إلا ثبورا وما كان إلا خسرانا وتخسيرا، والأمثلة في العقود الأربعة الماضية وفيرة.
المسألة ليست فقط بالشَّوْر أو القول المباشر، ولا بالحساب المتعلق بالصلة، فهذه من بدهيات الشرط العَقدي، حاديها من لم يهتم بأمر المسلمين، رغم ضعفه سندا، .. .وإنما هو المحك حيث الفعل وحيث حساب الكلفة، وحيث هو مناط التقديم والتأخير، وفقه الأولويات في الواجبات ومن بيان شرح فقه الموازنات، هكذا أحسبها.
أما الذين انتبهوا إلى ذلك، فقد غدوا انموذجا ومثالا بل وأكثر من ذلك، مشعلا على الطريق السليم، مهما قل عدد سالكيه في كل زمان ومكان، ولذا فقد عبدُالله عزامُ مثلاً الطريق، وأمسك القسّامُ بها، وقد يضيق المجال عن التعداد، وهما مثالا إرشاديا مختارا دامغاً، لما يعني أن تكون كذلك.
فلسطينيا إسلاميا ترجمتها حركيا اسلاميا ذا كلّيّة وحيدة فقط هي فلسطين بها ولها.
يعني اترك المسطرة لتحديد الحركية الاسلامية، فهي في فلسطين ليست كذلك، ليست كنهها، ليست المسطرة، فهي تعمل كبوصلة هنا وبها يكون المقياس والقيمة والأثر.
والملاحظ أن الصوابية في فهم هذا كله عندنا كانت في النصف الاول من القرن الماضي، وأن الضبابية كانت في نصفه الثاني في هاته المسألة.
فلسطيني حركي مسلم، يعني أن كبوجي أقرب لي من الغنوشي ونقطة.
انتبه، خلاصته، في فلسطين ولها وبها، وغير ذلك شقاء وخسران...