{env}

الصفحة الأساسية > حوارات > اللبدي لمجلة (نجوم القمة) :"بنات الرياض" مشروع رواية ورجاء الصانع مؤلفة ولو جامل (...)

.

اللبدي لمجلة (نجوم القمة) :"بنات الرياض" مشروع رواية ورجاء الصانع مؤلفة ولو جامل الغذامي ..!

الاثنين 13 نيسان (أبريل) 2015

مجلة نجوم القمة السعودية - حوار حمادة شومان

اللبدي لمجلة (نجوم القمة) :"بنات الرياض" مشروع رواية ورجاء الصانع مؤلفة ولو جامل الغذامي ..!

الأستاذ أيمن اللبدي في ضيافة مجلة نجوم القمة السعودية

- درويش شاعر جائزة وقد استقالَ من شعر المقاومة
- قصيدة النثر ليست الوحيدة التي لها ميليشيات..!
- الحقائق الثقافية لديها أيضاً "الخلطة السريّة"...
- مبدعو المملكة والخليج ربما يخشونَ المنافسة ..!
- الرواية تتقدم سوقياً وهي ليست وريثة الشعرِ في شيء وهناك نقّاد تحت الطلب
- "بنات الرياض" مشروع رواية ورجاء الصانع مؤلفة لكن ليست روائية بعد ولو قالَ الغذامي ذلك..!
- "الصخب المبتذل" واقع مجلات وفضائيات الشعر النبطي وهي تهدِّد اللغة السليمة
- محمد عبده خلق حزاماً غنائياً معرفياً لا يمكن تجاوزه
- الجنادرية يمكنها أن تتحول إلى مؤسسة الجنادرية أو"نوبل" العرب
- الحقائق الثقافية موقعاً منفصلاً وتجربة جديدة في إعلام الثقافة
- أبو الحسرة الأيوبي من أدوات الحقائق الثقافية يبقى معتكفاً حتى اشعر آخر
- قصيدتي النثرية لم تأت بعدُ وهي لا تحبني

س1- ما هو الشعر ؟

* ما هي الروح ؟......!

س2- فعلاً أقصدُ السؤال ....!

* حسناً وفعلاً كنتُ أقصدُ الجواب، وعلى كلٍ لعلّكَ يا صديقي تستدعي إجابةً كلاسيكية وليست المسألة كالعناصر.ً هناك اصطلاحات وهناك تعريفات شتى، بعضها ما استخدمناهُ وأنسنا إليهِ كثيراً في مرحلةٍ بعينها جرآء دراساتٍ وأبحاث من النوع الذي يقودكَ إلى تحقيق عناصر الفرضية....، هناك عناصر للفرضية تعطيكَ حصراً يقولُ بأنَّ الشعر يحتملَ أن يكونَ في هذه الفضائية المحددة بهذه العناصر...هذه هي الفائدة الحقيقة لأي مصطلحٍ مع الشعر أياً تكن طريقة تركيب جملهِ ومفرداته..وأياً تكن مواسمُ تداولهِ من مواسمِ الاعتراضِ عليهِ...هكذا هي الحكاية ْْ...

س3- كنتُ أودُ مدخلاً لسؤالكَ في الحقيقةِ عن قصيدة النثرِ وموقعها الشعري وهي مسألة باتت كثيرة الإقلاق هذه الأيام، هناكَ مثلاً محمود درويش الذي قالَ يوما عن ميليشيا شعر النثر ثمَّ يبدو أنه يتراجع الآن، أحمد عبد المعطي حجازي أيضاً دخلَ صراعاً حولها ثمَّ..... ما الحكاية ؟!

* أولاً دعني مما قالهُ درويش وما يقوله ُحجازي أو غيرهما، ليست المسألة ُ بما يقالُ أياً يكن هذا القائلُ ومهما كانت صفتهُ طالما هو يتحدث خارجَ الإطارِ النقدي التطبيقي المقعّد له بمادة مقنعة، هذا أبسط الإيمان في أيِّ قضية أدبية عامة، الآراء الانطباعية لا تخدم القضية ولا تفيدُ ولا شأنَ لها هنا حتى لو صدرت عن مبدعٍ ما أو قامة أدبية مهما علتْ.
في الشعر القضية أكثر حساسية بالتأكيد وهنا كما في قضية النثر خصوصاً تصبحُ أحياناً المسألة بحاجة لنظر أدق سيِّما وأنَّ لا قاعدة نظرية بعدُ لمسألة هذا الجنس وهو لا زال في طورِ التجارب...أنا مع التجربةِ بكلِّ ما تعنيهِ الكلمة وحتى إشعارٍ آخر....حتى إعلان فشلها أو إعلان انتهاءِ المحاولةِ فيها...أما حكاية ميليشيا فقصيدة النثر ليست وحدها التي لها ميليشيا..هناك ميليشيات في كلِّ مكان ولكلِّ غرضْ...

س4- طالما نحنُ حولَ بعض الأسماءِ العربية التي كانت مرشّحةً لجائزةِ نوبل للآداب كالشاعرين محمود درويش وأدونيس وغيرهم، برأيك لماذا لم تمنح مثلاً لدرويش الجائزة، هل هي سمعة شاعر المقاومة مثلاً السبب ؟

* قضايا الجوائز "المعولمة" لا خبرة ليَ بها...حقاً لا أودُّ الحديث عن ذلكَ كثيراً...حكاية الترشيحات ومن ثمَّ النتائج والدورة السنوية التي يعيشها البعض في منطقتنا العربية لا تغوينا أما مسألة قضية شبهة شاعر المقاومة...ظني أنَّ درويش قد استقالَ من هذه السمعة ومن هذه الشبهة منذ أمد ٍ بعيد..ربما هي كانت من الخطى المطلوبة للتطهُّر – حسب ظنِّ البعض طبعاً - من هكذا سمعة...وبالتالي تقترب من مرحلةٍ ما أسهل حتى تصبح شاعرَ الجائزة.... اسألوه عن ذلكَ فهو بالتأكيد أقدرُ على الإجابةِ من غيرهِ.

س5- من خلالِ "الحقائقِ الثقافيةِ" التي شكرتم مؤخراً فرسانها على جهود ثلاث سنواتٍ متصلة، ما الذي يمكنكَ قولهُ عن تجربةِ الثقافيةِ في الحقائق؟

* تجربة الثقافية في الحقائق كانت تجربةً غنيَّةً بكلِّ المقاييس...مختلفة قليلاً وأحسبكَ قد قرأت إضافةً إلى هذا الشكر المستحقِّ الذي تشيرُ إليهِ أيضاً خلاصةَ ما قلناهُ عن هذه التجربةِ إضافة إلى شكر فرسانِ الثقافيةِ...هؤلاء الذين تواصلوا على مدار اليوم فاليوم مع ثقافيتهم من كلِّ الجغرافيا وكلِّ الآفاق...وقطعاً من كلِّ الجنسيات العربية وعلى اختلافِ الأعمار والتجاربِ أيضاً شكلوا جميعاً بهذا العدد الكبير في هذه الصحيفة إضافةً حقيقة جعلت الثقافية ليست مجرَّد ملحقٍ ثقافي في صحيفة عربية..لقد كانت المساحة التي تضاعفت مراراً بمثابةِ صالونٍ ثقافي وفكري لا يعرفُ المواعيد...هكذا كانت هي التجربة...ممتعة وشيِّقة وتستحقُّ العناء فعلاً...

س6- يعني لو قلنا أن ثقافية الحقائق فعلاً لها ميزة وبصمة واضحة تجعلها مختلفة عمّا عهدناهُ في الملاحقِ الثقافيةِ في بعض الصحفِ العربية وخاصة الدولية كالحقائق، ما العنصر الذي وضعتموهُ لتحقيقِ هذا الاختلافِ تحديداً ؟

* أنظرْ....المسألة يا صديقي ليست عنصراً واحداً...هذه الحكاية أعني حكاية العنصر المحيلةِ إلى خاتم سليمان غير فاعلة في عالم الإعلام الثقافي والأدبي تحديداً..دعني أقول هي مجموعة من العناصر معاً..هي ما ينتج عنه الذي يقولونَ عنها "الخلطة السريّة "...هي هذه الخلطة ولكنها في عالم التسويق تسمى المزيج التسويقي وهذه لها شروطها المعلومة، لكن في المسألة الثقافية والأدبية تحديداً هناك ما يجب بلا شك الانتباه له....لعلي أحيلكَ إلى شعار الثقافية في الحقائق ففيها خلطتنا وفيها جوابي على سؤالك يا صديقي...هي " نحو حوار ثقافي وحضاري حر وبنّاء"...

س7- أعتقد أنكَ لا تريدُ إجابتي تماماً ؟!

*على العكس هذا هو الجواب الحقيقي.....

JPEG - 37.4 كيلوبايت

س8- لاحظنا وجود ملفات تراجم وفصليات في ثقافية الحقائق، كما لاحظنا وجود الأخبار الثقافية وعرض الإصدارات الجديدة والحوارات أيضاً ولمسنا مثلاً تفضيل بعض الأدباء الإعلان عن كتبهم الجديدة للمرة الأولى في الحقائق كما فعلت الشاعرة المصرية "فاطمة ناعوت" في مجموعتها القصصية الجديدة المترجمة، هل ذلكَ يغريكَ بإجابة السؤال ؟!

* ما ذكرته الآن جزء من الإجابة...الصديقة فاطمة كثير من الزملاء فرسان الثقافية يشعرون أن هذه الثقافية لهم..بيتهم ومكانهم حقاً دون مجاملة..هذا ما يدعوهم للبدءِ من هناك ..أنت تبدأ من بيتك ثم تنطلقُ خارجاً..هم يفعلون كذلكَ في ثقافية الحقائق..مسألة الملف الثقافي الفصلي هذه هي المشروع الجميل الذي شرعت به الثقافية في هذا العام الأخير..أما الملفات الثابتة كملف الشهيدين ناجي العلي وغسان كنفاني فهما مع ركن الشاعرة الأفغانية الشهيدة ناديا أنجمان من لوازم الحقائق التي لا تغيب عنها...التراجم نعم..أحيانا ننشرها وتردنا من عدد من مراسلي الثقافية في المغرب العربي والمشرق العربي على حد سواء كما تردنا من فرسان ثقافيتنا بما فيها مقابلات هامة أجراها على سبيل المثال الزميل مدني قصري أو ترجمها عن الفرنسية.

س9- الحقائق الثقافية لا تفتح الباب كفاية أمام مبدعي الخليج ومثلا مثقفي المملكة ؟ هل هذه تهمة في نظرك ؟!

* هذه ليست تهمة..هذه مصيبة لا أدري كيف تصادف ومرَّت بسهولة..إذا كنا نتكلم عن نشر المواد دونَ تتابعِ البقاء ضمن فرسانِ الثقافية دوما فهذا غير صحيح..نحنُ ننشر كثيراً لهذا الجزء من التوصيف.....أما جزء الكتّاب الدائمين فهذه قضية أخرى فمثلاً في كشف فرسان الثقافية الذي نشرناه وعددهم مئة وستون فارساً وفارسةً على امتداد الجغرافيا العربية والمهجرية هناك عشرة أسماء واضحة الوجود ولها بصمتها بين إبداعات الفرسان......هناك الزميلات مها باعشن وهيا الشريف ووضحة المسجّن مثلاً وهناك الزملاء محمد خضر وعبد الله السعد ومحمد الحربي وعبدالله زايد...نحنُ لا نغلقُ أيَّ بابٍ من أيِّ نوع...شرطنا الوحيدُ هو الإبداع ولا شيءَ آخر ضمن حدود القيم..المشكلة التي نواجهُ أنَّ هؤلاء الزملاء يرسلونَ لنا إعجابهم وتمنياتهم وآراءهم المشجِّعة حيال الموادِ التي تنشر ولكنهم قليلاً ما يشاركونَ على افتراضِ هيبةٍ ما لوجود أسماءَ غزيرة الإنتاج ومرموقة في الثقافية وقد لا تستمرَّ مشاركاتهم القليلة في المساحة الضيِّقة الموضوعة في الموقع الإليكتروني للصحيفة مما لا يساهم في تذكّرها..لكنها موجودة، وأنا هنا من جديد وعبر هذا اللقاء أرحِّبُ بشدة بإبداعات زملائنا وزميلاتنا في المملكة وفي الخليج..بل حقاً أدعوهم لذلك وآمل منهم أن يفعلوا ويشاركوا بكثافة في هذه التظاهرة الثقافية المستمرة.

س10- ما رأيك بالرواية ؟ هل هيَ وريثةُ عرشِ الشعر ِ فعلاً ؟!

* صديقي هل الماءُ وريثُ عرشِ الهواء ؟!
هذا النمط من السؤال يستدعي كهذه الإجابة فعلاً..الشعر يا صديقي فتح مختلف وكشف مميّز وعمل تنبؤي....ليسَ غريباً كونهُ قد تداخلَ في بعضِ التاريخِ وبعضِ الجغرافيا مع النبوَّة....الشعر على أيِّ حال ذو طقوس جوّانية وروحية من أعلى طراز....على كلٍ أيضاً الشعر لون مختلفٌ تماماً عن الروايةِ لا شكَّ في ذلك ولن يستطيع أيُّ فنٍ آخر تعويضهُ في مملكتهِ الخاصة، وربما هذا قد ينطبقُ على الفنونِ القوليةِ الأخرى، ولكن إن كنتَ تعني مستوى الاهتمامِ وتقدُّمِ الروايةِ مؤخراً من حدِّ المعادلةِ السوقيةِ المحضْ..أي بعبارة أخرى الانتشار، هذه قضية أخرى فعلاً ولها أسبابها ولكن بالتأكيد لن تكونَ في الأسبابِ ولو لمرَّةٍ واحدةٍ صبغة تفضيلية، ربّما أسباب كثيرة تتعلق بمثلثِ العملية أي المبدعِ والمتلقي والرسالة، طبعاً المتلقي المفترض أو الناقد عليهِ ثقل أساسي في القضية وهو غائب إجمالاً كما أن هناكَ نقاد تحت الطلب أحيانا لكن هذا ليسَ موضوعنا، ولكن ليسَ القيمة ولا الدور من الناحية الفنية هو السبب، نعم الشعر ليسَ عندنا فقط بل في كلِّ الشعريات العالمية أصبحَ توزيعهُ إلى الخلف قليلاً وبالتالي المسألة كونية أو عالمية وليست إقليمية ولا لمنطقة بعينها.

س11- ما رأيك بالرواية الأخيرة التي أحدثت ضجَّةً مؤخراً "بنات الرياض" ؟ وما رأيك بالروائية رجاء الصانع ؟

* الضجة حول الرواية في ظنّي جاءت من التعميم، التعميم الذي اختارته المؤلفة هكذا مهّد الطريق لهذه الضجَّة المستجلبة، ثمَّ التعميم الذي قد ينسحبُ على أحداثِ الرواية من ضريبة الاسم كان سوفَ يقودُ بالتأكيد لهذه الضجّة، مسألة الرأي مسألة نقدية وليست انطباعية كما هو حال الضجّة يا صديقي، وهذه الغاية النقدية أتركها لنقّاد الروايات أما إن أردت رأياً انطباعياً من بابِ القراءة فما اطلعتُ عليهِ منها لا يكفي لتحقيقِ رأيٍ وإن كنتُ أحسبُ إلى ميلي لأن أعدَّها محاولة هي محاولة روائية ما بتقنيةٍ بسيطة ولكنها ذكية من قبل المؤلفة، كلمة روائية ثقيلة في هذه المرحلة، ربما مع العمل القادم يمكن استخدامها لوصف المؤلفة رجاء الصانع بها، هذا هو شرط الروائية كما نعرفهُ ونركنُ إلى صحتهِ دونَ ريبْ، هذه ليست قصيدة يا صديقي حتى يقال شاعر مع أول قصيدة، هذه مسألة تحتاجُ تريُّثاً قليلاً، ثم دعني أسأل لو كانت الرواية تحت اسم "بنات بيروت" هل كانت ستثير ضجة أو كانت "رجال مكة" ؟! هذا السؤال برسم الضجات الإعلامية .

س12- لكنَّ الغذامي مثلاً لم يتردَّدْ في وصفها بالروائية في عددٍ من الفرص التي سنحت لذلك؟!

* هذا رأيُ شيخ من شيوخ النقد في المنطقة ليسَ هنا فقط بل في المنطقة العربية ولمنهُ مع الاحترام لا يكفي وليسَ دليلاً، القضية ليست شهادة واحدة وتكفي، هذه المسألة تحتاج إلى تبصُّر وقطعاً حادي الناقد الغذّامي لهذه الحماسة هوَ فرطُ الاستبشار ومن حقه أن يبشِّرَ ويستبشر ولكن ليسَ أن يصوغ قوانين شهادات روائية لمجرّد الحماسة، على كلٍ هذا ظني.

س13- نعلمُ أن لكم موقفاً من تسمية "الشعر النبطي"، تنشرونهُ في الثقافية أحياناً تحت تسمية التراث لماذا ؟ أليسَ هو جزء من الثقافة ؟

* ومن قالَ أنهُ ليسَ جزءً من الثقافة، على العكسِ تماماً هو جزء أصيل من التراثِ الذي بدورهِ هو مكوِّنٌ رئيس من مكوِّنات الثقافة، ونحن عندما نشرناهُ وننشرهُ تحتَ تسمية التراث أو الشعر الشعبي نتوخى الدقة المنهجية يا صديقي، فكلُّ شعر اللهجات كالزجل في الشام والنبطي في الخليج والمواويل في مصر وغيرها هو شعر على شروطه فيها في المفهوم العام الفني وليسَ الاصطلاحي وهكذا نقبلهُ على هذا الأساس ونتلذَّذُ بسماعهِ ونشيدهِ وجرسهِ ومعانيهِ أيضاً لكن ليسَ على أساسِ غير ذلك من مساواته مثلاً بالشعر الاصطلاحي أو حتى في أحيانٍ ما محاولة القفز به على الشعر الأصيل، هذا لا نقرُّهُ ولا نقبلُ به، لكلٍ صفتهُ وميدانه ومن يحاولُ تغييرَ هذه المعادلة فهوَ إما جاهلٌ وإما صاحبُ غاية.

س14 – لكن هناك مئات المجلات والمواقع بل والفضائيات هذه الأيام للاحتفاء به، بينما عدد من يحتفي بالشعر الأصيل حسب مصطلحك لا يتجاوز عدد الأصابع !

* هذا شأن هؤلاء...حقُّهم أن يفعلوا ذلكَ لما يحبونَ إن كنتَ تسألني حولَ قضية الخصوصية في هذا الأمر من بابِ ما، لكن ليسَ حقُّهم في أن يغالوا في ذلكَ إلى درجةِ الابتذال وكأنَّ هذا هو ما نمتلكهُ نحنُ العرب....وخاصة هذه الجزيرة التي خرج منها أصلاً هذا الشعر الأصيل، إذا أريدَ أخذ هذه المعادلة على هذا النحو فتلكم فضيحة كبرى، مع ذلك لهم أن يقدموا ما عندهم ولكن وفق ضوابط أيضاً لا تفرضُ نفسها على التاريخ واللغة مدعومة بقوَّة السوق...يعني هناكَ حدود مع أني ربما قد أرى بعضها مؤخراً وقد أصبحت تدخلُ حيِّزَ الصخب المبتذل قليلاً، أما في المستوى الرسمي فعلى أجهزة الثقافة العربية ووزاراتها ً حماية منجز الأدب الأصيل من هذه الضوضاء وهذه الهجمات المركَّزة، وإلا انتهت إحدى أهم مقوِّمات عملها ودخلت في منطقة الطواريء وربما الكارثة بانهيار اللغة السليمة والذوق السليم..

س15- بهذه المناسبة مؤخراً قيل أن اللغة العربية في طريقها للخروج من الأمم المتحدة كلغة عالمية، ما تعقيبكم ؟!

* هذه أيضا مصيبة جديدة وكبيرة، قرأت أن في تعليل بعضهم سبب هذا الاقتراح كون الوفود الذاهبة دواياً لا تستخدم العربية أصلاً وتستعيض عن ذلكَ بمخاطبة الوفود الأخرى باللغات الأجنبية كالإنجليزية أو الفرنسية مثلا، أعتقد أن هذا تبرير سطحي قليلاً، نعم هو مؤثر لكنهُ لا يدخلُ في دائرة السببية الفاعلة، ما يدخلُ هو ما تراهُ من كم المعلومات المتدفقِ باللغاتِ الأخرى شبكياً على الانترنت، إعلامياً على الفضائيات والصحف، وكذلكَ الكتب يا صديقي، النشر الذي يمثل رقمهُ المتواضعُ عربياً على صعيد كل المنطقة العربية ما يوازي أقل من دولة صغيرة بحجم الدنمارك مثلاً، هناك أسباب متضامنة لهذا الاستنتاج الذي يشكل فعلاً خطورة منها قطعاً عنايتنا نحنُ بلغتنا ودور المؤسسات والجامعات والمنتديات الثقافية والإعلامية، أولاً علينا أن نقومَ بواجبنا البيتي ثمَّ نطالبُ الآخرين....

س16- ولكن أليسَ من إضافة خاصة تضيفهُ هذه الأشعار ككلمات للأغنية العربية مثلاً ؟!

* هنا أنا معك على طول الخط، الزجل والنبطي والموّال أكثر التصاقاً بالأغنية من الكلمات العامية الهوجاء والتي تأتي مجرَّد اصطفاف فارغ، الأغنية الخليجية المرتكزة على كلمات النبطي ليسَ فقط تغدو أكثر انسجاماً وجمالاً بل هي في واقع الأمر سفير حقيقي للمنطقة في العالم العربي وكنز كبير لها لا يجب التقليل من ذلكَ بحال بل على العكس تماماً، أنا شخصياً لا أجد مقارنة بينَ أغنيات المرحوم طلال مداح ومحمد عبده ومن الجيل الجديد بعضهم وهم يقدمونَ هذه الأغنية الجميلة وبينَ مجرَّد أغنية مرتكزة على كلام اللهجة الدارجة من غير هذا الفن، يعني أقول محمد عبده خلق فعلاً حزاماً معرفياً غنائياً اعتماداً على اختيارات نبطية مميزة ولا يمكن تجاوزه بسهولة وعلى جيل الشباب في هذا المجال فعل الكثير أولاً للوصول إلى هذا المستوى.

س17- تمر في هذه الأيام مناسبة الجنادرية السنوية للتراث، ما رأيكم بما وصلت إليه هذه التجربة وما الذي أضافتهُ لها كبصمة خاصة ؟

* الجنادرية تجاوزت عناصر التجربة وأصبحت كرنفالاً مكرّساً لا شكَّ في ذلكَ وهيَ أيضاً تمتلك البصمة الخاصة المميزة وترتقي إلى تجديد وشائج أساسية للمنطقة مع المحيط العربي ثقافياً وفكرياً وهي مناسبة جميلة للقاء وللتواصل، لكن هناك حاجة ويمكن تحقيق ذلك لتحويل الجنادرية إلى مؤسسة ثقافية أكثر من نشاطها الموسمي المرتبط بالتحضير لهذا الكرنفال، الجنادرية تستطيع أن تصبح "نوبل" العرب لو أرادت، طبعاً هناك في مضمار الجائزة المؤسسة العالمية عبر جائزة الملك فيصل العالمية وهي مكرَّسة ولكنَّ الجنادرية أيضاً تمتلك مجالاً تراثياً خاصاً بها يمكنها أن ترعى مثلاً الفنون الشعبية والتراث أساساً وتفتح من خلال ذلكَ جائزتها الخاصة المقننة فقط لهذه المضامير وبالتالي تزفُّ إلى العرب فرصة تلاقي التراث الشعبي العربي مثلا وتنافسه هنا، يجب أن يكونَ في الذهن أن التراث واللغة والثقافة العربية يمكنها أن تكونَ أحصنة نجاة ومنعة للفكر العربي وللوجود العربي وللاسهام الحضاري العربي...هذه أسلحة محاربة الغلوِّ والتطرف والشذوذ قطعاً وهي أفضلُ الأدواتِ بيد المجتمعات العربية...أليسَ كذلك !! ما رأيكم ؟ هي مجرَّد اقتراحات....

س18- ما هوَ جديدكم في الحقائق الثقافية وعلى المستوى الإبداعي الخاص بكم ؟

* جديد الحقائق الثقافية هو إدراج موقعٍ إليكتروني أو صفحة منفصلة وخاصة بها ومساحة تخصُّ الثقافة فقط، هذه التجربة ستكون أول التجارب من هذا النوّع أعني إعلامياً في مستوى الصحافة العربية، وأما على مستوى المطبوع فنحن أيضاً نطمعُ أن ننتج هذه الثقافية مطبوعة منفصلة تستطيعُ أن تؤسِّسَ لشكلها الخاص بها وتبني عليه.

على المستوى الشخصي لدينا المجموعة الرابعة الشعرية "مانفستو لا" وهي قيد الطباعة وستخرج قريباً عن دار مجدلاوي في الأردن وهي تحمل رسالة مانفستو شعري وبيان شعري ليسَ على صعيد التركيب والبنية كما تعارفنا على المانفستو الشعري منذ فترة ولكن هذه المرة على صعيد الغرض الشعري وإعادة تأكيد الالتزام والمرجعية، مانفستو رسالة ما يجب أن تصل.

س19- أينَ ذهبَ أبو الحسرة الأيوبي ؟ وهل طراطيش بديلاً لهُ نثراً ؟!

*حسناً، أبو الحسرة الأيوبي وشخصية النص الكاريكاتور لم يذهب إلى أيِّ مكان ربما هو معتكفٌ حتى إشعارٍ آخر، انتقلت الحكاية في هذه التجربة على صعيد البناء من التراكيب الرباعية كما رأيت إلى الشطرات الثنائية وأخيراً المفردة، ربما هي لحظة تأمل في هذا المنجز والتفاعل معها كان جيداً، طبعاً هذه كانت أيضاً من الأدوات الخاصة بالحقائق الثقافية...طرا طيش مسألة مختلفة هي المقال الصحفي المختصر وليست استهلالاً نثرياً لأبي الحسرة الذي قطعاً يغريه النثرُ أحياناً ولكن ليسَ بعد.

س20- مؤخراً رأينا قصائدكم تعود إلى العمود عن قصيدة التفعيلة وكنا نتوقعُ أن تذهب باتجاه النثر مثلاً، هل هذه العودة طارئة ؟

* سؤال جميل وأنت متابع ولا شكَّ في ذلك، لكن دعني أقول أنَّ الشكل الفني لا يعني الكثير، طبعاً يمكن أن يسجِّل دلائلَ ما، لكنهُ ليسَ اختياراً مطلقاً، أفهم إلامَ ترمي من هذا السؤال، دعني أقول أن المجموعات الشعرية الأربعة التي أصدرتها كانت لقصيدة السطر الشعري الذي أحبُّ أن أسميه هكذا وليسَ التفعيلة، والنسيقة أو قصيدة النثر كما شئت لم تنضج ظروفها بعد، لست أقولُ أنها لن تأتي تماماً ولكن أقولُ أنها لم تظهر عندنا ربما لا تحبنا وهذا كلُّ ما في الأمر...

الرد على هذا المقال

نسخة من المقال للطباعة نسخة للطباعة
| حقوق المادة محفوظة ويمكن الاقتباس والنقل مع ذكر المصدر|